تلامذة ” العطّاشة”يفوزون بالمرتبة الأولى ضمن الأولمبياد الأفريقية للرياضيات بمدينة جوهانسبورغ
لم يعدْ النّشيد الوطني يعزف لحظة تتويج بلدنا في تظاهرة رياضيّة فحسب.. بل تعدّاه إلى مجالات أخرى أكثر دلالة ورمزيّة ذات الصّلة بمنتوجنا التربوي ومخرجات المدرسة العمومية المغربية في تنافسيتها وجاذببتها قاريّاً بحيث عزف النشيد الوطني مع تحية العلم المغربي الذي رفعته أيادي تلامذتنا اعضاء الفريق الفائز بالمرتبة الأولى بالمرتبة الأولى ضمن الأولمبياد الأفريقية للرياضيات بمدينة جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا أول امس الاثنين وبرقم قياسي لم تصل إليه أية دولة أخرى لحد الساعة مع إشادة واسعة من قبل عدد من الفعاليات التربوية القارية كما جاءت في قصاصات الاخبار ومنابر صحفية إعلامية مؤكدة على ضرورة الحفاظ على اسم المغرب في سبورة المتوجين وضمان حضور اسم المملكة ضمن “البوديوم” مستقبلا.
وتفاعلاً مع هذه النتائج المبهرة ب 201 نقطة، كرقمٌ قياسي لم يسبق لأي دولة أن حققته في تاريخ هذه الأولمبياد.. يؤكّد هذا التفوّق المعرفي الاستثنائي لتلامذتنا وقدرتهم على المنافسة والتميز بفضل مؤطريهم من الاساتذة والمكوّنين التربويين المغاربة إلى جانب المنتوج التربوي النظامي دون إغفال دور الاسرة والمجتمع عموماً.
وهي مناسبة للمطالبة بفتح تحقيق حول تغييب الفريق الوطني للرياضيات في الأولمبياد العالمي إنجلترا 2024 بسبب إهمال المسؤول عن إعداد طلبات التأشيرة قي الوقت المحدد حرّم نوابغ المغرب من التنافس علي المستوى العالمي.
وفي نفس السياق وكما سيعتقد البعض ان هذا المنتخب الوطني للرياضيات حالة استثنائية لا يمكن إسقاط نجاحها بنجاح المدرسة العمومية وكفاءة اساتذتها..
لكن كيف يمكن أن نفسّر ونقرأ هذه الإحصائيات التي جاءت بها تقارير الوكالة الفرنسية للنهوض بالتعليم العالي ( 2021 – 2022) تشير إلى أن أكثر من 52٪ من الطلبة المغاربة المسجلين في فرنسا مسجّلون بسلك الماستر، وأن 44 ٪ من الملتحقين بالجامعات الفرنسية كانوا حاصلين على شهادة الإجازة، بينما كان عدد الطلبة المغاربة الذي اختاروا استكمال دراستهم بسلك الدكتوراه في فرنسا يمثلون 12٪..
مع إشادة بمستوى الطلبة المغاربة، بل “ناجحون جدا” في كليات الهندسة الفرنسية “المرموقة”، مرجعة السبب في ذلك لـ”جودة التكوين في الفصول الإعدادية المغربية، التي تظهر من خلال تفوق الطلبة المغاربة في المهارات والمعارف المرتبطة بالرياضيات والفيزياء”
هم منتوج المدرسة العمومية المغربية التي مازالت تعاني من بعض النواقص ولا نخجل في التصريح بذلك على قاعدة تعزيز المكتسبات والتفاف المجتمع المغربي على مكوناتها الاساسية وركائزها ضمن معادلة الاستاذ – التلميذ..
وأي فصل بينهما أو تبخيس طرف على حساب طرف آخر هو ضرب للمجتمع ومستقبل الامة بصفة عامّة..
وبمناسبة هذا التتويج وغيره يكون المعلم قائد المنظومة التربوية ببلادنا قد مرّوا على لغو البعض مرور الكرام..
هنيئا لتلامذتنا.. ورفاقنا في أسرة التعليم صناع مستقبل هذا البلد الأمين
يوسف غريب كاتب وصحفيّ
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News