تكريم : مصطفى لرياش..لم تمهله دموعه للحديث عن تجربته
- بقلم الحسن باكريم //
حصرته الدموع حتى لا يكمل حديثه عن تجربته الشخصية وتجربة مجموعة لرياش الغنائية التي أسسها مع إخوته، كان مصطفى موسير ، الذي خاض٩ نصف قرن من التجربة الغنائية داخل المغرب وخارجه، كان جريئا وقويا وهو يتحدث عن معاناته مع الفن والموسيقى، معاناة كثيرة بين الطموح للإجتهاد والإبداع وبين العوز والمسؤولية الاجتماعية لأسرة متواضعة، حمله والده مسؤوليتها وضرورة مساعدة اخوته، فكافح وعمل، إلا ان قلقه اتجاه الصعوبات الاجتماعية التي اعترضته في بدايةالمشوار جعلته يذرف الدموع أمام جمهور غصت به قاعة عموري مبارك بالمعهد البلدي للموسيقى بأكادير، يوم أمس الخميس 22 يونيو 2023.
كان الفنان مصطفى لرياش يتحدث بالمعهد المذكور ضمن أمسية فنية للإعتراف ب 3 من وجوه الفن الأمازيغي ، الفنانة فاطمة تشتوكت والفنان مصطفى لرياش بالإضافة إلى مصطفى ضوحا صانع الآلات الموسيقية المعروف، وأدار فقرات اللقاء د. ميلود أزرهون.
هي ليلة الاحتفاء باليوم العالمي للموسيقى من تنظيم المجلس الجماعي لأكادير، قال عنها مدير المعهد شاعر العود إدريس ملومي، في كلمة جميلة لحنها على عادته كنغمات عوده، ليلة الإعتراف بالفن وأهل الفن، أمام حضور جاء ملبيا دعوة المنظمين لأنه فقط يعشق الموسيقى.
“بدأت مجموعة لرياش مسارها الفني في السبعينات من القرن الماضي، حيث سجلت اغنيتها الاولى بالإذاعة الجهوية باكادير على اسطوانة من فئة 45 لفة، وبعد ذلك في اواخر السبعينات سجلت المجموعة البومها الغنائي الاول في اسطوانة تضم اربع اغاني لدى شركة للانتاج بالدار البيضاء، واكد بانه يعتبر اول عازف على الة الاكورديون باكادير حيث حصل عليها عند بائع للمتلاشيات بثمن زهيد، واعتبر موسير لارياش اول مجموعة بسوس وظفت آلة الاوركـ في اغانيها الامازيغية، واضاف بان التكوين الاكاديمي الذي تلقاه في المعهد الموسيقي باكادير لسنتين ساهم الى حد كبير في صقل وتشكل الموهبة الفنية لمجموعة لارياش”.
وقال مصطفى لرياش في اللقاء المذكور، رغم توثره بلحظة الاعتراف به لاول مرة بمدينته، بأن المجموعة التي انطلقت من لاشيء ومن خلف حائط بحي بوتشكت وبآلة مصنوعة من علب القصدير الفارغة من مواد مستهلكة، هي لرياش المدرسة التي خرجت منها العشرات من المجموعات الغنائية، هي لرياش التي فتحت منزل الأسرة معهدا للموسيقى وتكوين الشباب، هي لرياش التي هاجرت من اجل لقمة العيش هروبا من مد اليد للغير، هي لرياش التي تغني يومي السبت والأحد في الغربة، وتصبح يوم الإثنين في طابور العمال المهاجرين في المعمل.
وأكد مصطفى موسير أن المجموعة تخلت عن أسلوبها الأصلي في الغناء حتى لا تكون عالة على الغير وغنت مثل باقي المجموعات حفاظا على كرامة أعضائها، وهكذا مند بداية التسعينيات جددت اسلوب اشتغالها بتوظيف آلات عصرية اخرى وكان انتاجها غزيرا.
ووقف مصطفى لرياش عند تجربته الرياضية ضمن صفوف حسنية أكادير لكرة القدم، كما وقف عند تجربة لرياش الجديدة، الاولى من نوعها بالمدينة، وبالمغرب أيضا، بعد طرحها لأغاني ثقافية تغنت بالزلزال المدمر لأكادير سنة 1960 والتي سجلت في مقبرة بين قبور ضحايا الزلزال، كما غنت لحسنية أكادير ولحي بوتشكت ولحي تلبرجت ولمعلمة أكادير أوفلا، وهي أغاني ناجحة نالت فضول جمهور واسع، تم انتاجها بإمكانية متواضعة بدون تلقي اي دعم يذكر.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News