العالم اليوم

تقرير أمريكي يدعو لإنهاء بعثة “المينورسو” بالصحراء بعد اعتراف ترامب بمغربيتها

  • بقلم: حسن كرياط

كشف تقرير حديث صادر عن معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسات العامة أن بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أصبحت عبئًا غير مُجدٍ، مشيرًا إلى ضرورة إنهاء بعثة “المينورسو” في الصحراء المغربية، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء خلال فترة رئاسة دونالد ترامب. واعتبر التقرير أن هذه البعثات مكلفة وفاشلة في كثير من الأحيان، لافتًا إلى أن إدارة ترامب كانت قد سعت إلى تقليص ميزانية الأمم المتحدة للحد من “الهدر المالي”، وهو ما أثار قلق المسؤولين الأمميين.

وأوضح التقرير أن بعض بعثات حفظ السلام نجحت في إنهاء نزاعات أهلية، كما حدث في ليبيريا وسيراليون وكوت ديفوار، إلا أن بعضها الآخر أخفق في تحقيق أهدافه، بل وأسهم في تفاقم الأوضاع. ومن بين هذه البعثات، أشار التقرير إلى “المينورسو”، التي أُنشئت عام 1991، معتبرًا أنها لم تحقق تقدمًا ملموسًا في حل النزاع. وذكر أن الولايات المتحدة تعترف اليوم بمغربية الصحراء، وأن الصحراويين أنفسهم يفضلون الاندماج داخل المملكة، متهمًا جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، بمنع اللاجئين في مخيمات تندوف من العودة إلى المغرب واحتجازهم كرهائن.

وأضاف التقرير أن استمرار وجود قوات “المينورسو” يُساهم في إطالة أمد النزاع بدلًا من حله، حيث اعتبر أن أفراد البعثة غالبًا ما يُشاهدون في حانات العيون والداخلة أكثر من انشغالهم بالمهام الميدانية. كما أشار إلى أن استمرار بعض البعثات الأممية لعقود دون تحقيق نتائج ملموسة يعكس فشل الأمم المتحدة في إدارة هذه الملفات.

وانتقد التقرير السياسات التي تسمح بتمديد مهام بعثات حفظ السلام دون سقف زمني واضح، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب كانت ترى ضرورة تقليص أو إلغاء هذه البعثات لتوفير مليارات الدولارات. ومن هذا المنطلق، دعا التقرير إلى وضع حد زمني أقصى لأي بعثة حفظ سلام لا يتجاوز عشر سنوات، مؤكدًا أن الأمم المتحدة يجب أن تُنهي البعثات التي لا تُسهم في تحقيق الاستقرار، وإلا فإن سياسة التقليص المالي التي انتهجتها إدارة ترامب ستستمر في التأثير على تمويلها.

وفي ختام التقرير، وُجِّهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تؤكد أن المنظمة بحاجة إلى مراجعة دور بعثات حفظ السلام، والتخلص من تلك التي تزيد النزاعات تعقيدًا بدلًا من حلها.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى