الرأيالسياسة

تغييب الأمازيغية في المهرجان الوطني لمسرح الشباب!

لا يمكن الاستهانة بأهمية تنظيم مثل هذه التظاهرة للشباب المغربي في مجال المسرح، ولكن أن يتم تغييب اللغة الأمازيغية عن تفاصيل الدورة، وهي لغة رسمية في الدستور، وقدم لفائدتها جلالة الملك محمد السادس الكثير، لكي تكون لغة رسمية اليوم، في الفصل 5 من الدستور، ويكون لها قانون تنظيمي وبرنامج حكومي، ليس من المسؤولية.
فالتظاهرة غيبتها في الوثائق وفي حفل التقديم كما أنها أيضا مغيبة في العروض التي ستقدم لجمهور مدينة اكادير بشعارها  “مدينة أكادير عاصمة للثقافة الأمازيغية”، هذا الغياب ليس تقنيا فقط بل يمس جوهر ما يقدم في الثقافة والمسرح من قيم وهوية، فكيف سيتم ادماج الشباب باقصائه من “مكون أساسي” في هويته كما أكد جلالة الملك عدة مرات في خطاباته؟
إن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تشكل العمود الفقري مقارنة بكل القطاعات الحكومية الاخرى في مجالات تعد استراتجية (الشباب والثقافة والتواصل) في أي مشروع تنموي، فالشباب هم المستقبل، وليس أي شباب بل شباب مثقف ووعي بهويته ومندمج في تعدد المغرب الثقافي واللغوي، ومستوعب لأهمية التواصل في مجتمع الإعلام الذي نعيشه.
فهذه الوزارة لوحدها يمكن أن تحدث ثورة ثقافية شبابية مغربية، في اطار استعابها العميق لمغرب اليوم تاريخيا وثقافة وهوية، فمن نحن ؟ ومن نكون؟
إن تغييب اللغة والثقافة الأمازيغية في أية تظاهرة ثقافية وفنية مغربية اليوم، هو استهتار بدستور المملكة وبكل ما أنجز من أجل هذه اللغة قبل دسترتها، من طرف جلالة الملك، وما تالى ذلك بعد دسترها، من قانون تنظيمي وبرنامج حكومي وميزانية معدة للتفعيل، وترسيم السنة الأمازيغية، إن أي تغييب سيصبح من العبث.
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى