الثقافة

تزناخت: الزلزال يحطم أمل الفنانة العصامية فاضمة أيت حمام..

  • بقلم محمد فراح //

في ءيزناݣن، وغير بعيد عن سوق الخميس، حيث مقر الجماعة القروية لإيزناݣن، وعلى الطريق الوطنية، رقم: 10، وفي ملتقى نهاية سهل تاسريرت، بسهل ويسلسات، المنخفض عنه، توجد قرية صغيرة، إسمها كركدا (ⴽⵔⴽⴷⴰ)؛ هكذا كان ينطق اسمها، ولا زال، لكنه تحول في لوحة التشوير، بسبب جهل من كتبه، ورغبته في تعريبه، إلى”كوركودة” (kourkouda)؛ ويبدو أن المتنورين من سكان القرية، وأعضاء المجالس الجماعية لإيزناݣن،االمتعاقبين، والجمعيات، على اختلافها، وفي مقدمتها جمعية موسم إزناݣن…، قد تعايشوا مع هذا الإسم الجديد المحرف، مع أنه يطمس الإسم الأصلي، ودلالته.

لكن ما نريد الحديث عنه، الآن ليس عن التشويه المستفز، الذي لحق اسم قرية كركدا، وإنما عن سيدة تعيش في هذه القرية، ليست كباقي النساء، سيدة استثنائية، اعطيت من المواهب، والقدرات، والذكاء، والذوق الفني الرائع، والرائق، ما لم يتح لكثير من بنات حواء. إنها الفنانة التشكيلية، والرسامة، ومبدعة اللوحات الفنية الجميلة على الزرابي الزناݣية، السيدة فاطمة أيت حمام.

لقد إستطاعت هذه السيدة الموهوبة، أن تشق طريقها، في مجال التشكيل على اللوحات بالصباغة، والرسم المعقد بالخيوط الصوفية المزركشة، في الزرابي، حتى عرفت، واشتهرت، وباتت تطلب معارضها من المهرجانات، والملتقيات الثقافية، هنا وهناك، وتنال لوحاتها إعجاب المثقفين المتذوقين لجماليتها، ولمستوى الفن الرفيع فيها.
غير أن محيطها، الصغير، في قريتها، ومحيطها القريب، على مستوى قبيلتها، إيزناݣن، ومحيطها الواسع، بمنطقة تازناخت، لم يلاحظها، ولم يدرك حقيقتها، ويعرف كنهها، ودرجة مواهبها، وقيمة إبداعها الفني؛ فكأنها غير موجودة، بالنسبة لهذا المحيط، وكأنها امرأة كباقي النساء، في النظرة السائدة عن المرأة، في منطقة تازناخت.

الزلزال : وحين جاءت فاجعة الزلزال الذي ضرب الوطن، أبت إلا أن تختار بيتا عزيزا في منزلها، هو ذلك البيت الذي ضم جل أعمالها، والذي مثل معرضها الدائم؛ إختارته الفاجعة، فرعزعت أركانه، وشقفت جدرانه، لكنها كانت رؤوفة إذ لم تدكه، وتدفن فيه عصارة عمر السيدة فاضمة. وقد إضطرها ذلك إلى نقل أعمالها، وتوزيع إبداعها عند الجيران في القرية.

وهاهي الآن، وحيدة، وقد بلغت من الكبر عتيا، تحمل عبأ السنين، وعبأ ضعف البصر، وصدمة فقدان بيت عزيز، في منزلها، وتوزع حصيلة نتاج عمرها في دور الجيران. وهي تقف شامخة، تعاني، في صمت، من كل ذلك، دون أن تمتد إليها يد الإغاثة، لامن جمعيات القبيلة، وجماعتها، ولا من موسريها، المقيمين منهم، والموجودين في الدار البيضاء. ولا من ذوي الغيرة والنجدة، في منطقة تازناخت، بوجه عام. وقل مثل هذا عن مديرية وزارة الثقافة بورزازات.

فهل من يد كريمة ناجدة ؟…

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى