تحول منطقة أنزا شمال أكادير إلى وجهة سياحية واعدة

تشهد منطقة أنزا شمال أكادير تحوّلاً جذرياً، حيث كانت في الماضي منطقة صناعية ملوثة تعاني من الآثار البيئية السلبية. إلا أن هذه المنطقة بدأت تتجه نحو التحول لتصبح وجهة سياحية واعدة، بفضل الجهود المشتركة للمجتمع المدني والمجلس الجماعي. فقد تم إطلاق مشاريع تهدف إلى تهيئة المنطقة، مما أسهم في تغيير معالمها بشكل جذري وجذب أنظار المستثمرين إليها، في إطار رؤية تنموية تهدف إلى تعزيز القطاع السياحي في المدينة.

بدأت أشغال تهيئة المنطقة منذ فترة، حيث تم تطوير البنية التحتية وتجديد المنشآت. هذا التوجه ساعد في تقديم أنزا كوجهة سياحية جذابة، وقد أسهمت هذه الجهود في خلق بيئة ملائمة للاستثمارات السياحية. وشهدت المنطقة تحولًا في معالمها، ما جعلها أكثر جذبًا للمستثمرين في مختلف القطاعات، وخاصة القطاع السياحي.

من بين الإنجازات التي تحققها هذه الديناميكية، هو انطلاق مشروع أول فندق سياحي في أنزا خلال الأسابيع المقبلة. يقع الفندق في موقع استراتيجي يطل على المحيط الأطلسي، ليكون خطوة أولى في تحويل المنطقة إلى قطب سياحي متكامل. يضم المشروع مرافق متميزة، منها مطعم فوق مياه البحر، ما يتناغم مع الطابع الساحلي المميز للمنطقة، مما يعزز جاذبيتها للسياح من مختلف أنحاء العالم.

يأتي هذا التحول في أنزا استجابة لمطالب سابقة بترحيل المصانع الملوثة التي كانت تسبب انبعاثات الغاز الضارة. هذه المصانع كانت قد جعلت المنطقة تحمل لقب “أنزا الخانزة” بسبب التلوث الذي كانت تسببه. وكانت الحكومة قد أخذت في الاعتبار هذه المشاكل البيئية، مما ساعد في تعزيز فكرة نقل المصانع، حيث أُعطيت الأولوية لتنمية السياحة بدلاً من الصناعة الملوثة. كما ساعدت توصيات وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، خلال زيارته الأخيرة لأكادير، في دعم هذه الفكرة. وقد دعت توصيات الوفد إلى ضرورة تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية كبُرى، تشمل الفنادق والمنتجعات والإقامات السياحية الفاخرة.

من خلال هذه التحولات، تسير منطقة أنزا نحو مستقبل مشرق كمركز سياحي في جهة سوس ماسة. سيجعل هذا التحول المنطقة واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، حيث ستساهم الاستثمارات الكبيرة في قطاع السياحة في توفير فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي. كما سيكون لتحسين البيئة وتطوير البنية التحتية دور كبير في تعزيز مكانة أكادير كوجهة سياحية رائدة على مستوى المغرب والعالم.