المجتمع

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها

في ليلة 8 سبتمبر 2023، ضرب زلزال قوي منطقة الأطلس الكبير في المغرب، تحديدًا في إقليم الحوز. بلغت قوة الزلزال 6.8 درجة على مقياس ريختر، ووقع في الساعة 23:11 بالتوقيت المحلي. كان مركز الزلزال بالقرب من جماعة إغيل، على عمق 18.5 كيلومترًا تحت سطح الأرض.

– الخسائر البشرية: أسفر الزلزال عن وفاة أكثر من 2900 شخص وإصابة حوالي 5674 آخرين.

– الأضرار المادية: تضررت العديد من المباني والمعالم التاريخية في مراكش، تارودانت، أكادير، وورزازات شيشاوة . كما تضررت البنية التحتية بشكل كبير، مما أدى إلى تشريد آلاف الأشخاص.

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

ملك المغرب يواجهة الكارثة بكل سلطه:

وفي أعقاب هذا  الزلزال، اتخذ الملك محمد السادس عدة خطوات لمواجهة الكارثة وتقديم الدعم للمتضررين. أعلن الملك حدادًا وطنيًا لمدة ثلاثة أيام مع تنكيس الأعلام تكريمًا لأرواح الضحايا.وشكل لحنة وزارية لتتبع الأنر، ودعا القوات المسلحة الملكية للتدخل كما أمر مؤسسة محمد الخامس للمساهمة الفورية في دعم المنكوبين، وزار الملك المصابين في المستشفى الجامعي في مراكش وتبرع بالدم لمساعدة الضحايا.

الحكومة تواجه الكارثة مقيدة بالتعليمات الملكية:

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الحكومة المغربية “وكالة تنمية الأطلس الكبير” للإشراف على مشاريع إعادة الإعمار والتنمية في المناطق المتضررة، مع تخصيص 120مليار ، سيتم إنفاقها خلال خمس سنوات.

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

كما تم إنشاء صندوق خاص لجمع التبرعات والمساهمات لإغاثة المتضررين من الزلزال، وتقديم منحة شهرية قدرها 2500 درهم مغربي للعائلات المتضررة لمدة عام.

وقدم الهلال الأحمر المغربي مساعدات طارئة شملت عمليات البحث والإنقاذ، الإسعافات الأولية، وتوزيع مواد الإغاثة الأساسية. كم عرضت العديد من الدول المساعدات الإنسانية.

وواجهت الحكومة المغربية كارثة زلزال الأطلس الكبير أيضا بمجموعة من الإجراءات السريعة والشاملة للتعامل مع الأزمة وتقديم الدعم للمتضررين. من أبرز هذه الإجراءات:

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

1. الإغاثة الطارئة: تم نشر فرق الإنقاذ والإغاثة فور وقوع الزلزال، بما في ذلك فرق من القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والوقاية المدنية، لتقديم المساعدة الفورية والبحث عن الناجين تحت الأنقاض.

2. المساعدات الإنسانية: تم توزيع المساعدات الإنسانية بشكل سريع، بما في ذلك المواد الغذائية، والمياه، والخيام، والأغطية، لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين.

3. الدعم الطبي: تم إرسال فرق طبية متنقلة إلى المناطق المتضررة لتقديم الرعاية الصحية والإسعافات الأولية، بالإضافة إلى نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

4. التنسيق مع المجتمع الدولي: قبلت المغرب مساعدات من عدة دول ومنظمات دولية، بما في ذلك فرق إنقاذ ومساعدات طبية من إسبانيا، وبريطانيا، وقطر، والإمارات.

5.إعادة الإعمار: تم إطلاق برامج لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية المتضررة، مع التركيز على استخدام تقنيات مقاومة للزلازل لضمان سلامة السكان في المستقبل.

6.التواصل مع المواطنين: تم إنشاء مراكز اتصال وخطوط ساخنة لتقديم المعلومات والمساعدة للمواطنين المتضررين، وضمان وصول الدعم إلى جميع المناطق المتضررة.

كما قدمت الحكومة المغربية  الدعم المالي للمنكوبين

– المساعدات النقدية المباشرة: تم تقديم مساعدات مالية مباشرة للأسر التي دمرت منازلها، حيث حصلت كل أسرة على مبلغ يصل إلى 140,000 درهم لإعادة بناء المنازل المدمرة كليًا و 80.000 درهم  للمنازل المدمرةجزئيًا.

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

– إعادة تأهيل البنية التحتية: خصصت الحكومة 22 مليار درهم لإعادة بناء وتأهيل البنية التحتية المتضررة، بما في ذلك الطرق والجسور والمرافق العامة.

– دعم الأنشطة الاقتصادية: تم تخصيص ميزانية لدعم الأنشطة الاقتصادية المحلية، بما في ذلك الزراعة والسياحة، بهدف تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

كما انخرطت الحكومة في مواجهة مخلفات الزلزال وإعادة الإعمار بعد زلزال الأطلس الكبير عبر عدة مؤسسات وهيئات حكومية، من أبرزها:

1. وكالة تنمية الأطلس الكبير: تم إنشاؤها خصيصًا للإشراف على تنفيذ برامج إعادة الإعمار والتنمية في المناطق المتضررة من الزلزال. تتمتع هذه الوكالة بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي، وتعمل تحت وصاية الدولة لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة وفعالية.

2. وزارة التجهيز والماء : تلعب دورًا رئيسيًا في تخطيط وتنفيذ مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك إعادة بناء الطرق والجسور والمرافق العامة في المناطق المتضررة.

3. الجماعات الترابية: تساهم في تمويل ودعم مشاريع إعادة الإعمار من خلال ميزانياتها المحلية، وتعمل بالتنسيق مع الوكالة والوزارات المعنية لضمان تنفيذ المشاريع على المستوى المحلي. بالاضافة عمالات الاقاليم المتضررة والوكالة الحضرية بتارودانت ومؤسسة العمران .

4. الدعم والتعاون الدولي: يشمل ذلك المساعدات المالية والفنية من الدول والمنظمات الدولية التي تساهم في جهود إعادة الإعمار والتنمية في المناطق المتضررة.

ومن أبرز المشاريع التي تم تنفيذها حتى الآن في إطار إعادة الإعمار بعد زلزال الأطلس الكبير حسب مصادر رسمية:

1. إعادة بناء المساكن: تم إعادة بناء العديد من المنازل المتضررة باستخدام تقنيات مقاومة للزلازل، مع مراعاة الحفاظ على الطابع المعماري التقليدي للمنطقة.

2. تأهيل البنيات التحتية: شملت هذه المشاريع إعادة تأهيل الطرق والجسور والمرافق العامة مثل المدارس والمراكز الصحية، مما ساهم في تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية.

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

3. فك العزلة عن المناطق الجبلية: تم تنفيذ مشاريع لفك العزلة عن الدواوير المعزولة من خلال بناء طرق جديدة وتحسين البنية التحتية للنقل.

4. تشجيع الأنشطة الاقتصادية: تم إطلاق مبادرات لدعم الأنشطة الاقتصادية المحلية، بما في ذلك الزراعة والسياحة والصناعات التقليدية، بهدف تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

5. تطوير البنية التحتية الرقمية: تم توسيع البنية التحتية الرقمية لتوفير اتصال عالي السرعة للمناطق النائية، مما يسهم في تحسين التعليم عن بعد والخدمات الإلكترونية.

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

المجتمع المدني يواجه كارثة الزلزال بتطوع كبير:

بعد ان ضرب  الزلزال الأطلس الكبير  يوم 8 سبتمبر 2023،  هب المجتمع  المدني من الجمعيات والمنظمات المغربية والدولية لمساعدة المنكوبين.

المبادرة المدنية لدعم المناطق المنكوبة: أطلقت 135 جمعية ومنظمة مغربية مبادرة لدعم المناطق المتضررة، شملت توفير المساعدات الإنسانية، المولدات الكهربائية، وتنسيق الجهود لتقديم الدعم الفوري والعاجل للسكان المتضررين.

الائتلاف المدني من أجل الجبل: هذا الائتلاف كان نشيطًا منذ اليوم الأول، حيث قدم كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية وشارك في جهود إعادة الإعمار بالتعاون مع الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

جمعيات مدنية وشخصيات مستقلة ومؤسسات اقتصادية قدموا عبر القوافل التطوعية ملحمة تضامنية قل نظيرها قدمت الكثير المادي والمعنوي، ويواصل البعض منها إلى اليوم هذا الدعم.

الدعم الدولي: تلقت المغرب مساعدات من عدة دول ومنظمات دولية، شملت فرق إنقاذ، مساعدات طبية، ومواد إغاثة أساسية.

التبرعات والتطوع: شهدت مختلف المدن المغربية حملات تبرع بالدم وجمع التبرعات المالية والمادية لدعم المناطق المتضررة، مما يعكس روح التضامن والتآزر بين المواطنين.

مشاكل عديدة تواجه الجهود الحثيثة:

بعد مرور عام على زلزال الأطلس الكبير الذي وقع في 8 سبتمبر 2023، تتواصل جهود إعادة الإعمار في المناطق المتضررة بشكل ملحوظ. في إقليم شيشاوة، تم إحراز تقدم كبير في إعادة بناء المنازل المتضررة، وإعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية، وفك العزلة عن الدواوير المعزولة، ولكن في مناطق أخرى من أقاليم الحوز وتارودانت وورزازات هناك عدة مشاكل تعرقل التقدم في إعادة الإعمار :

تحقيق: سنة بعد زالزال الأطلس الكبير .. جهود حثيثة ومشاكل عديدة تعرقلها - AgadirToday

1. نقص مواد البناء وغلاء البعض منها:  البناء بالطين،  الذي يعتبر جزءًا من التراث المعماري المحلي، يواجه صعوبات بسبب قلة المواد وارتفاع تكلفتها، ونفس الأمر بالنسبة للبناء بالاسمن بسبب غلاء المواد وغلاء نقلها إلى المناطق المنكوبة.

2. البيروقراطية: رغم تبسيط الإجراءات، لا تزال هناك بعض العقبات الإدارية التي تؤخر الحصول على رخص البناء والدعم المالي، وسيادة الزبونية والرشوة في بعض المناطق كما سمعنا من عدد من المتضررين خاصة بإقليم تارودانت.

3. الحفاظ على التراث المعماري: هناك تحدي في إعادة البناء مع الحفاظ على الخصوصية المعمارية المحلية، مما يتطلب توازنًا بين استخدام المواد الحديثة واحترام التصميم المسلم من طرف مسؤولي التعمير والعمران.

4. فساد بعض الموظفين :  هناك أمر مؤسف للغاية. هناك شهادات لمتضررين تشير إلى أن بعض الموظفين يطلبون مبالغ مالية (الرشوة) من المتضررين مقابل تقديم الخدمات الرسمية المتعلقة بإعادة الإعمار.

هذه الممارسات غير قانونية وتعتبر فسادًا إداريًا يجب التصدي له بحزم وبالمراقبة من جهات المسؤولة خاصة من طرف مصالح وزارة الداخلية.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى