تجليات البؤس الثقافي…

• عبد الغاني محاميدي//

على مدى أربعة أيام، ابتداء من يوم 23 إلى 26 أبريل، شهدت مدينة أكادير تنظيم حدث ثقافي بارز، تمثل في المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، الذي شاركت فيه، إضافة إلى جامعة ابن زهر بأكادير، جامعات مغربية أخرى، وجامعات خارج المغرب، من فرنسا و إيطاليا و تونس.

برنامج المهرجان، الذي احتضنته فضاءات الجامعة، و قاعة ابراهيم الراضي بجماعة أكادير… ،كان حافلا، بين عروض مسرحية، و ورشات فنية ، و أيام دراسية، و تقديم إصدارات، و ندوات علمية…

اختتم المهرجان بتكريم شخصية جامعية، ثقافية أعطت الكثير لمدينة أكادير، هي شخصية الدكتور عمر حلي، رئس سابق لجامعة ابن زهر، و مستشار المدير العام لمنظمة الإيسسكو حاليا….

دون سرد تفاصيل هذا الحدث الثقافي، سأذكر عناوين بعض العروض، التي أتتث فضاء قاعة ابراهيم الراضي، خاصة التي حضرتها، حضرت العرض الافتتاحي بعنوان “أح أو بردات” من تشخيص إحدى جامعات الرباط، ثم عرض “زوكو” من تشخيص طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، وعرض “زوكو” عرض مستلهم من قصة روبرطو زوكو، ثم أخيرا عرض “لاترافيانا” لإحدى الفرق الإيطالية…

في حدث ثقافي كهذا، من الطبيعي، أن تغص قاعة العرض بالجمهور للإستمتاع بأب الفنون، و من البديهي أن ينصب النقاش، حول مستوى العروض المسرحية المقدمة، من كتابة النص، إلى السيناريو، إلى الإخراج بحيثياته المعقدة، من سينوغرافيا و ملابس و إضاءة و موسيقى وغيرها….

ثم أخيرا إلى رمزية المحتفى به في التكريم تكريسا لثقافة الاعتراف…

لكن للأسف،فلا هذا و لا ذاك، فالذين في قلوبهم مرض، والذين يعانون من كبث ثقافي، و الذين لم يسبق لهم أن شاهدوا عرضا مسرحيا، و لا يعرفون عبد الكريم برشيد، والطيب الصديقي و شيكسبير و توفيق الحكيم…

استعانوا بوسائل التواصل الإجتماعي، وببراباغوندا شوفينية مقيتة، فنجحوا في تلخيص كل برنامج المهرجان، في فقرة التعبير الجسدي، لكل من أحواش وارزازات و ميزان هوارة، و لم يذخروا جهدا في شن هجوم شرس ضد شباب وشابات، مغاربة قدموا لوحات فنية قد نتفق معها وقد نختلف…

للأسف الشديد، لو انصب النقاش حول مدى نجاح هذه التعابير في تحديث الثرات من عدمه، لأعتبر نقاش صحي، لكن النقاش تحول الى سب وشتم و…

صدق المرحوب الطيب الصديقي في عرضه الموسوم بالفيل و السراويل جوابا على ما أقبح وجهك، فأجاب “أ تعيب هذا النقش علي أم على النقاش”… إنه البؤس الثقافي بكل تجلياته.