
تازناخت في الأيام الثقافية المغربية بباريس أو حين تغزو الزربية الواوزݣيتية ساحة سان مشيل
- بقلم: محمد فراح//
تقام بساحة سان ميشيل، في عمق باريس، إلى غاية 13 أبريل الجاري، الأيام الثقافية المغربية.
وقد كان من بين المواد الثقافية التراثية الوطنية المغربية الحاضرة، رواق خاص بالمنسوجات الصوفية ل: ءايت واوزݣيت، قام بعرضه أحد سكان قرية وينتجݣال( وين تجݣال).
وفي حفل الإفتتاح، أجري حوار مع العارض، فكانت إجاباته مركزة على أن المنسوجات المعروضة تمثل ما سماه ” دوار وينتجݣال”؟!، فكان التعريف ناقصا، ولم تصل الرسالة، التي كان ينبغي أن تصل.
وقد ترددت كلمة دوار، على لسان العارض عدة مرات، وأدلى بما يفهم منه أن المنسوجات المعروضة في رواقه، هي من ” الدوار” الذي ينتمي إليه.
وإذا كنا لا نكن لأهلنا في وينتجݣال إلا كل المحبة والتقدير، فإن المحتوى الذي قدم به العارض قطع المنسوجات المعروضة في الرواق، يفرض علينا إثارة الملاحظات التالية:
1. إن استعمال كلمة دوار، التي هي من مخلفات الإستعمار الفرنسي، حين يتعلق الأمر بتجمعاتنا السكانية، بدل كلمة قرية، التي تدل على المقومات العمرانية والإجتماعية والثقافية والتنظيمية، التاريخية، لتجمعاتنا السكانية
في قرى الواحات، استعمال خاطئ.
2. إن نسبة المنسوجات المعروضة إلى قرية واحدة، بعينها، مجاف للواقع، ولحقيقة أن تلك المنسوجات هي نتاج قرى، وقبائل ءايت واو زݣيت، وخصوصا منها القبائل الواقعة
في منطقة تازناخت.
3. ولذلك كان على العارض أن يعرف بالمنسوجات الصوفية المعروضة، التي هي مواد تراثية، ثقافية فنية، في إطارها التاريخي والجغرافي الذي إشتهرت به على المستويين الوطني، والعالمي، تحت إسم “الزربية الواوزݣيتية”، الذي هو رمز دال على المنسوجات الصوفية ل ءايت واوزݣيت، على اختلاف أنواعها، وكيفية نسجها، وألوانها، وذلك مع الإشار إلى أن منطقة تازناخت الواوزݣيتية، هي مركز صناعة ذلك الإبداع التراثي، الثقافي والفني.
وبذلك يتم التعريف بتلك المنسوجات في إطارها الجغرافي والتاريخي، الذي عرفت به، الأمر الذي من شأنه أن يوصل خطاب التعريف بها، ويضمن، بالتالي، الترويج لها، ولمنطقة تازناخت التي هي مركزها.
وعلى مستوى آخر، فإن اختيار المنسوجات الصوفية لأيت واوزݣيت، ذات الشهرة الوطنية والعالمية، للمشاركة في الأيام الثقافية المغربية بباريس، لتمثيل الوجه الثقافي الوطني، يعكس أصالة تلك المنسوجات، بوصفها مكونا هاما في الموروث الثقافي الفني والحضاري، الوطني، ويدل على عبقرية المرأة المغربية.
ومع ذلك، لاتزال تلك المنسوجات الصوفية غير مدرجة في لائحة التراث الثقافي الوطني، الجدير بالتثمين، والحماية. وقد سبق لحمعيتنا( جمعية تازناخت للثقافة والبيئة والتنمية)، أن وجهت طلبا في الموضوع إلى السيد وزير الثقافة، السابق، غير أنها لم نتلق، الجواب المنتظر، حتى الآن.
ولذلك، فهي إذ تذكر بذلكم الطلب، تغتنم حضور المنسوجات الصوفية ل: ءايت واوزݣيت في الأيام الثقافية المغربية المنظمة بباريس، لتجدد، باسم جمعيتنا، النداء للسيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، قصد العمل على تسجيل المنسوجات الصوفية ل: ءايت واوزݣيت في لائحة التراث الوطني.
وعلى مستوى آخر، فإن جمعيتنا تغتنم المناسبة، نفسها، لتوجه النداء إلى السيد سمير الظهر، السفير الممثل الدائم للمغرب. لدى منظمة اليونسكو، ومن خلاله إلى السيدة أودري أزولاي مديرة منظمة اليونسكو، قصد تسجيل المنسوجات الصوفية الواوزݣيتية في لائحة التراث الإنساني، الجدير بالحماية.
باريس في: 8 أبريل 2025

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News