الجهة اليوم

تارودانت : قافلة تضامنية مع ساكنة”إيكران ن توينخت” في ذكرى وفاة علي صدقي أزايكو ابن البلدة..

ضمن فعاليات القافلة الثالثة “تيويزي” للتضامن مع منكوبي زلزال 8 شتنبر، والمنظمةمن طرف عدد من فعاليات المجتمع المدني وأصدقاء مقهى كابريس، (جمعية أمان ، جمعية الطفولة المعاقة، الاتحاد العمل النسائي، جمعية إزوران، منتدى الصحافة والإعلام ، الإىتلاف المدني من أجل الجبل) بالاضافة إلى ممثلين عن الصحافةو عدد من المواطنات والمواطنين قادمين من خارج جهة سوس.

كانت الوجهة دوار “ءيكران ن توينخت” بجماعة تافنكولت بإقليم تارودانت، مسقط رأس ومكان ذفن المؤرخ والباحث والشاعر علي صدقي أزايكو.

تارودانت : قافلة تضامنية مع ساكنة"إيكران ن توينخت" في ذكرى وفاة علي صدقي أزايكو ابن البلدة.. - AgadirToday
إكران ن توينخت

هذا الدوار الذي لا يتعدى عدد سكانه 120 فردا، لم يسلم من أضرار الزلزال، وفقدوا معه 11 شهيدا، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، مع سقوط عدد كبير من البنايات، وتشقق أخرى، مما اضطر معه السكان للمبيت في خيام الوقاية المدنية، ومساعدات الحملات التضامنية الوطنية.

لازالت تبعات الكارثة الطبيعية ظاهرة للعيان على وجوه ومحيى الساكنة، ضمنهم من فقد زوجته وأولاده.

لكن المشاركين في هذه القافلة، خاصة النساء، أحسنو صنعا حين فكرو في إعداد أطباق من الكسكس مع ساكنة الدوار في شكل “معروف” التقليد المغربي العريق، اقتسمه الجميع خلال وجبة الغذاء، وكان لحظة لمواساة المتضررين ودعمهم على المستوى النفسي.

وقد تزامنت هذه القافلة التضامنية مع ذكرى وفاة المرحوم علي صدقي أزايكو (شتنبر 2004-شتنبر 2023)، فكانت الزيارة مناسبة للحديث عن المرحوم وتاريخه وإنجازاته في المجال العلمي والجمعوي والأدبي، بحضور أخيه ابراهيم وابنه زيري وعدد من ساكنة الدوار الذين يعرفونه حق المعرفة خاصة الحاج دا مبارك (97سنة) الذي أخبرنا أنه كان يحمل المرحوم في أحضانه حين كان طفلا، ويعرف عنه أنه كان مدافعا عن “تاشلحيت”، وأنه اعتقل من أجل ذلك، وهو أيضا من تكفل بغسله وذفنه بعد وفاته، كما قدمت عدة شهادات من طرف الحضور الكريم.( ننشر قريبا ندوة بمشاركة هؤلاء من تنظيم موقع “أكادير اليوم” بعين المكان).

قبل مغادرة القرية، كانت لنا زيارة لقبر المرحوم، في مكان إختاره بنفسه قبل وفاته، حسب ما أخبرنا به أخوه.

ويتعلق الأمر بقطعة أرضية في ملك العائلة، بجانبها شجرة أركان حيث كانت والدته، المرحومة فاضمة، تجلس يوميا حسب إفاذة إبنه زيري.

ويطل هذا المكان على منخفض كبير تحيط به سلاسل جبلية. وقد ذفنت والدته أيضا بجانبه حين وافتها المنية سنة 2008. وإذا كان المرحوم أزايكو قد إختار مكان ذفنه فقد إختار أيضا شكل وهندسة قبره والعبارات التي ستكتب عليه.

وحسب الصديق الحسين بويعقوبي( الاستاذ الباحث بجامعة ابن زهر) الذي كان مرافقا للقافلة، واحد الذين التقى عدة مرات بالمرحوم أزايكو، حين وقف على هذه الربوة تذكر شخصية المرحوم  الذي وأكد أنه جالسه ثلاث مرات كما تعرف عليه  خلال كتاباته.

تارودانت : قافلة تضامنية مع ساكنة"إيكران ن توينخت" في ذكرى وفاة علي صدقي أزايكو ابن البلدة.. - AgadirToday
إكران ن توينخت

والأكيد يقول بويعقوبي أن بيئة ولادته قد أثرت بشكل كبير في شخصيته وفي طبيعة الأفكار التي دافع عنها وهذا ما تجلى في سياق هول زلزال الأطلس الكبير،  لأن  المرحوم أزايكو كان بالفعل محامي هذا الجبل، المحيط به من كل الجوانب، وكان يؤمن أن تاريخ المغرب لا يمكن فهمه إلا بفهم تاريخ جباله وبواديه وخاصة “أدرار ن درن”.

وأضاف بويعقوبي ، في تدوينته المنشورة على حسابه في الفايسبوك، انه لا زال يتذكر أن المرحوم كان يوقع بعض مقالاته الأولى في بداية سنوات السبعينيات بذكر إسم قريته “إيكران ن توينخت”، ردا على توقيع محاوره في مجلة الكلمة لمقالاته بذكر إسم إحدى المدن الكبرى، وفي ذلك اعتزاز بالبلدة والجبل.

وأكد بويعقوبي أن المرحوم علي صدقي أزايكو إضطر للانتقال لمراكش ثم الرباط ثم فرنسا لإتمام دراسته الجامعية، والعودة للتدريس بعاصمة المملكة، لم يكن تنكرا لبلدته وجبله، بل لكي يمتلك الأدوات العلمية والمنهجية للدفاع عن الجبل الذي أعطاه كل شيء، بكل ما يحمل من ثقافة وحضارة وقيم هي التي شكلت عبر التاريخ صلب الحضارة المغربية، ولذلك كان عنوان مقاله “من أجل مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية” ملخصا لرؤيته لما يجب أن يكون عليه المغرب الثقافي.

تارودانت : قافلة تضامنية مع ساكنة"إيكران ن توينخت" في ذكرى وفاة علي صدقي أزايكو ابن البلدة.. - AgadirToday
إكران ن توينخت

لقد أدى المرحوم غاليا ثمن جرأته، ومجيئه قبل زمانه، يضيف بويعقوبي، لكن أنصفه التاريخ فيما بعد ولم تذهب تضحياته سدا، حيث أصبح المغرب الرسمي اليوم يسير في خطى تبني نفس أفكاره.

ويكفي أن المرحوم عايش  السنوات الأولى من زمن الاعتراف، لكن لم يسعفه الأجل ليرى أن الأمازيغية التي أسدى حياته في خذمتها أصبحت لغة رسمية في دستور بلاده، يؤكد بويعقوبي.

وأجمل ما ختم به الحسين بويعقوبي شهادته/ تعليقه على قافلة تيويزي إلى بلدة أزايكو قوله: “بعد هذا الاعتراف الدستوري باللغة، جاء زلزال الأطلس الكبير ليذكر الجميع أن الجبل يحتاج لبرنامج تنموي شامل يضمن لساكنته العيش الكريم ويحفظ حقوقهم في كل المجالات لكي يستمر هذا الجبل في لعب أدواره التاريخية كما سعى لذلك المرحوم علي صدقي أزايكو.”

إكران ن توينخت : الحسن باكريم

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى