تارودانت : الدواوير المحادية لمنجم النحاس بتيزيرت على صفيح ساخن..

بدأت الشركة ذات امتياز الاستغلال لمنجم النحاس بتيزيرت تعويض الساكنة المحلية نظير احتلال املاكها المجاورة للمنجم والتي سيتم استغلالها لاقامة المنشآت الضرورية لسير عمل منجم النحاس.

الشركة سلكت مسطرة التفاوض المباشر مع الساكنة باعتبارها مسطرة سريعة عكس المساطر القضائية المتبعة في التعويض عن نزع الملكية إلا ان عملية التعويض هذه لا ترقى الى مستوى تطلعات الساكنة المتضررة.

ولعل أهم اسباب تذمر الساكنة، هزالة التعويضات المادية التي لا تتناسب مع حجم الضرر الذي لحق بهم جراء اقتلاعها من ارضها التي تمتلكها مند آلاف السنين حيث تتداول الاخبار مبلغ 9 دراهم في الملك الخاص و6 دراهم للمتر المربع في الاملاك التي تستغلها الساكنة الواقعة ضمن الرسم العقاري للغابة و ثمن 1500 درهم عن كل شجرة اركان او اللوز او ما شابههما.

هذه المعضلة أشرت على ظهور قلاقل اجتماعية خاصة بعد مطالبة الورثة بنصيبهم للاشخاص الذين تسلموا التعويض وهو ما دفع بالكثيرين ممن لم تطأ ارجلهم المنطقة للسفر بحثا عن ارض الاجداد وشجرة الانساب الشيء الذي اصبحت معه المبالغ المقترحة كتعويض لا تكفي المرحلين لتدبر تكاليف الوضع المستجد بل فتحت باب النزاعات على مصراعيه واصبح كل من تسلم التعويض هدفا للاتهام فشاعت الخصومات واصبح من يطالب باقتسام الكعكة يبتز من تسلم التعويض مهددا بعرقلة المسطرة واللجوء الى القضاء.

أحد الدواوير تم تعويضه بمبلغ جزافي يقدر ب14 مليون درهم (اي مليار و400 مليون سنتيم) ويضم 18 عائلة اي 770.000 درهم لكل عائلة غير ان الاشكال المطروح هو ظهور ورثة تلك العائلات من الاعمام والعمات وابنائهم حيث اصبح الدوار المدكور محجا للورثة من الدواوير والقبائل المجاورة ومن المدن بل من خارج الوطن وهو ما قلص مبلغ التعويض الفردي في بعض الحالات الى 10.000درهم وهو مبلغ لا يغطي مصاريف السمسار فكيف بثمن السكن .

أبو ايناس