الثقافة

تأسيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية بأكادير: رؤية أكاديمية لمواجهة التحديات الجيوسياسية

  • تغطية: حسن كرياط//

في خطوة تهدف إلى تعزيز الدور المدني في الدفاع عن القضايا الوطنية وتعميق التحليل الاستراتيجي، انعقد يوم السبت 15 فبراير 2025 بمدينة أكادير الجمع العام التأسيسي للمرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية. وقد أُسندت رئاسة هذه الهيئة البحثية إلى الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، محمد الطيار ، خلال لقاء احتضنته قاعة الندوات بمركب المحامين لدى محاكم الاستئناف بهيئة أكادير وكلميم والعيون.

محمد الطيار، في تصريح خاص لـ”أكادير اليوم”، أوضح أن هذه المبادرة تأتي استجابة للتوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على أهمية انخراط المجتمع المدني في الدفاع عن القضايا الوطنية. وأكد أن الباحثين والأكاديميين مطالبون بالمساهمة الفعالة في بلورة رؤية استراتيجية تعزز التنسيق بين مختلف عناصر القوة الوطنية، بما يخدم المصالح العليا للمملكة. وأشار إلى أن تأسيس المرصد ينبع من الحاجة إلى مؤسسة بحثية متخصصة تدعم الاستراتيجية الوطنية التي أرسى دعائمها الملك محمد السادس.

اختيار مدينة أكادير كمقر للمرصد لم يكن وليد الصدفة، بل جاء لاعتبارات جيوسياسية وتاريخية، كونها تشكل بوابة الأقاليم الجنوبية، ومنطلق المسيرة الخضراء، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي المهم على المستويين الوطني والدولي. ويطمح المرصد إلى أن يكون فضاءً يجمع نخبة من الباحثين والخبراء المتخصصين في القضايا الترابية والسياسات الإقليمية، مع تركيز خاص على منطقة الساحل الإفريقي وإفريقيا عموماً، فضلاً عن مواكبة التطورات العالمية التي تؤثر على موقع المغرب ودوره في الساحة الدولية.

تأسيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية بأكادير: رؤية أكاديمية لمواجهة التحديات الجيوسياسية - AgadirToday

في سياق متصل، شدد الطيار على أهمية تعزيز قدرات المغرب في استشراف المستقبل والتأقلم مع التحديات الطارئة، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها المجال الأمني، ومنها ما يُعرف بالجيل الخامس من الحروب أو “الحروب الهجينة”، التي تعتمد على التكنولوجيا، وسائل التواصل الاجتماعي، والحرب الإلكترونية أكثر من المواجهات التقليدية المباشرة. وأكد أن الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى الـ67 لتأسيسها سنة 2023، الذي وجهه الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، قد أبرز ضرورة تبني مقاربة استراتيجية شاملة لمواجهة المخاطر الأمنية والدفاعية المتزايدة.

وقد أسفرت الانتخابات التي جرت خلال الجمع التأسيسي عن تشكيل المكتب التنفيذي للمرصد، حيث انتُخب الحسين بكار نائباً للرئيس، ورشيد الكيحل كاتباً عاماً، تنوب عنه كل من هاجر زفزاف وحسن كرياط، فيما تولت عائشة بن هموش أمانة المال بمساعدة امبارك حاجب وعبد اللطيف الحسناوي. كما ضمت لائحة المستشارين أسماء بارزة مثل فاطمة ملوكي، رجاء حليلة، الحسين أولودي، عبد المجيد الكارح، فؤاد الخنشافي، ولينة لوكيلي.

في ختام تصريحه، دعا محمد الطيار إلى ضرورة تضافر الجهود والتعبئة المستمرة لمواجهة التحديات التي تواجه المغرب، مؤكداً على أهمية تعزيز الخطاب العقلاني في الدفاع عن القضايا الوطنية والتصدي لمناورات الخصوم. وأوضح أن العمل الأكاديمي يجب أن يكون في خدمة الوطن، عبر إنتاج دراسات وأبحاث استراتيجية تواكب التحولات الإقليمية والدولية، وتساهم في دعم موقع المغرب كفاعل محوري في المنطقة.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى