بيلماون ونقاش من الأسبق ومن في الهامش ومن في المركز
منذ أن تم الإعلان الرسمي عن تنظيم الدورة الأولى من “بيلماون، الكرنفال الدولي لأكادير”، المزمع تنظيمه بأكادير أيام 21 و22 و23 يوليوز 2023، طفى على السطح نقاش هام يمكن تلخيص خطوطه العريضة في ثلاث أسئلة تضم ثلاث مفاهيم :
-العودة للتاريخ بحثا عن الشرعية لتأكيد أحقية السبق في تنظيم كرنفال بيلماون، وهي “أحقية”، وإن كانت تعتمد على حقيقة تاريخية، فهي تعتمد أيضا لمنع “الآخرين” من تنظيم نفس الكرنفال.
– تأكيد البعض انتماءه للهامش، في مقابل مركز لا يبعد عنه إلا بعشر كيلومترات.
– إعطاء صفة “المركز” لموقع جغرافي، هو نفسه يعتبر هامشا لمواقع جغرافية أخرى، خاصة الرباط والدار البيضاء.
وإذا تساءلت في تدوينة سابقة عن من له الحق في تحديد “الأصيل”، أتساءل في هذه التدوينة عن من له الحق في تحديد “أول من؟”، وهل يمكن أن نمنع منطقة ما من تطوير موروثها الثقافي، بعد أن توفرت لها ظروف معينة لذلك؟
وهل يستقيم القول بأن ممارسة ثقافية معينة لا يمكن أن تتطور وتنجح إلا في أحيائها “الأصلية”؟، مع العلم أن هذا النقاش كله لا يعني إلا مساحة جغرافية لا تتجاوز 30 أو 40 كيلمترا مربعا، والمسافة بين حي وآخر (بين تيكمي أوفلا وبوتشكات مثلا) لا تتجاوز بضع كيلومترات.
إن الكرنفال الدولي لأكادير ما هو إلا عصارة أفكار ونقاشات تم تداولها منذ أواخر القرن العشرين، نتج عنها تجارب تنظيمية مهمة بدءا بالدشيرة ثم إنزكان ثم على مستوى عمالة إنزكان أيت ملول، من خلال تجربة اللجنة الإقليمية لكرنفال بيلماون بودماون، كما وصل النقاش حول الموضوع لأروقة الجامعة حيث بدأ التأطير الأكاديمي نتج عنه نشر مقالات هامة.
وعليه فالكرنفال الدولي لأكادير، إلى جانب كونه تطوير للأنشطة الكرنفالية والإحتفالية المنظمة بمختلف أحياء أكادير، المعروفة تاريخيا بهذه الأنشطة، فهو أيضا تفعيل لإحدى الالتزامات الموجودة في برنامج عمل جماعة أكادير (2022-2027)، الناتج عن خلاصات اللقاءات التشاورية مع مختلف الفاعلين.
إن انتظار انتهاء كل أنشطة وكرنفالات الأحياء في أكادير والجماعات المجاورة دليل على أن “الكرنفال الدولي لأكادير” يقدم نفسه إضافة نوعية لما هو موجود، ومدعما لكرنفالات الأحياء المجاورة، وليس منافسا لها، في أفق أن يكون موعدا جهويا لكل كرنفالات جهة سوس ماسة، مع التفكير في استضافة أحد الكرنفالات العالمية كل سنة باعتباره ضيف شرف.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News