المغرب اليوم

بوصوف: “الهجرة فرصة وليست خطرا…المغرب سباق في بناء الجوارات الدينية والثقافية”

 

  • ياسين حكان من الرباط

شارك الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الدكتور عبد الله بوصوف في الجلسة الختامية لمؤتمر ربيع العلوم الاجتماعية بإفران في دورته الثالثة حول “التسامح الديني في المغرب: الأصول والامتدادات” يوم الأحد، في مركز الندوات والتكوينات التابع لجامعة الأخوين.

ونظم، هذا المؤتمر، في إطار الشراكة بين جامعة الأخوين ومجلس الجالية المغربية بالخارج ومركز ابن خلدون لدراسات الهجرة والمواطنة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالرباط.

وفي كلمته الختامية، في هذه الندوة، التي أدراها الباحث العماني الدكتور سالم بن حمد بن سالم السليمي بمشاركة ثلة من الباحثين والأساتذة والطلبة، أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج الدكتور عبد الله بوصوف “أنه لابد من التعريف بالتجربة المغربية في تدبير الشأن الديني، وضرورة إنتاج الدراسات والبحوث العلمية والاستماع لأراء العلماء والحكماء حول مواضيع تتعلق بتدبير الدين والتدين وتوسيع دائرة المشترك الإنساني”.

بوصوف: "الهجرة فرصة وليست خطرا...المغرب سباق في بناء الجوارات الدينية والثقافية" - AgadirToday

وأضاف في ذات السياق: “أن المجتمع المغربي سباق إلى تأسيس الجوارات الدينية والثقافية، ولديه إرث تاريخي يؤهله إلى أن يكون فاعلا ونموذجا يحتدى به في تدبير التعدد والتنوع الديني “.

وأوضح الأكاديمي والمؤرخ بوصوف “أنه من الضروري بمكان تحقيق ما يمكن تسميته بالجوار الإنساني، عوض الحوار، مركزا على دور التسامح في تقبل الآخر المختلف دينيا وثقافيا واجتماعيا، ولابد من أن نوسع من دائرة معرفتنا بالآخر، وأن الأديان بريئة مما يحدث من صراعات ونزاعات في العالم، بل يتم استغلالها لترويج الخطابات العنصرية مع تفشي موجات الفردانية داخل المجتمعات”.

وركز على التأكيد “أن الهجرة فرصة وليست خطرا، كما تروج لذلك بعض برامج أحزاب اليمين المتطرف في بعض الدول الأوروبية، حيث أن برامج هذه الأحزاب تتأسس على الإقصاء للآخر بغض النظر عن الوضع الاجتماعي للمهاجر ومدى اندماجه في مجتمعات الاستقبال”.

واستطرد المفكر بوصوف في الحديث؛ “على أن البلدان الأوروبية فشلت في سياسات الاندماج، ويظهر ذلك جليا على مستوى خطابات زعماء الأحزاب ورؤساء الحكومات، وأنه يتعين على الجميع تحمل مسؤوليته في ما آلات إليه أوضاع بعض المهاجرين”.

وأشار الباحث ذاته إلى “أن أوروبا كانت تريد سواعد اليد ودول الانطلاق تريد المداخيل المتحصلة من الهجرة، فيما المهاجر كذات وروح وثقافة وأنماط عيش وتدين، لم يكن ضمن خريطة الانشغالات المركزية، لذا من الضروري توفير برامج وسياسات سواء في دول الاستقبال أو الانطلاق لتأهيل المهاجرين دينيا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا”.

ودعا بوصوف في ذات السياق إلى “ضرورة إنجاز الدراسات والبحوث حول النموذج المغربي في التدين وإبرازه، وأننا في حاجة ماسة إلى التعريف بالمذهب المالكي وأنه لا توجد كتب بلغة اليوم عن هذا المذهب، ولابد أن نفهم العرف على أنه سياقات اجتماعية ودينية وثقافية ودوره في التشريع وحل الإشكالات الجديدة التي تطرح على المجتمع”.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى