بورتريه: أحمد الدغرني، المناضل الذي رحل دون أن يتحقق حلمه في اكتمال المشروع السياسي الأمازيغي.
يعد الراحل احمد الدغرني احد اهم رجالات النضال من اجل الحقوق الثقافية والاجتماعية للأمازيغ في المغرب، وذلك من بوابات عديدة، منها العمل النضالي المباشر، انطلاقا من طبيعة عمله كمحامي وانشغاله بالقضايا الحقوقية، خاصة تلك المرتبطة بالحقوق الثقافية واللغوية للأمازيغ، وكذلك بالكتابة والتأليف باللغة الامازيغية او من اجل نصرة القضية الامازيغية، وكان له نشاط على مستوى السياسة، غير ان تجربته أجهضت بسبب صدور حكم يقضي بحل الحزب الديمقراطي الامازيغي، وكان من مؤسسي الكونغرس العالمي الأمازيغي، ومنسق المجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الامازيغية.
ولد الملقب بـ “دا حماد” في احدى قرى أيت باعمران في الخامس من ماي 1947، بعدها سيتلقى الدغرني تعليمه الأولي بمسقط رأسه، ثم ستقوده الأقدار فيما بعد إلى مراكش وبها نال شهادة الباكالوريا، بعدها سيكمل دا حماد ترحاله، وهذه المرة ستكون الوجهة فاس حيث حصل على شهادة الإجازة في الآداب، ثم شهادة في القانون بجامعة محمد الخامس بالرباط.
اهم المعطيات التي يمكن استخلاصها من مشروع الدغرني النضالي في الدفاع عن الامازيغية، رفضه لمشروع القومية العربية التي كانت تبسط نفوذها على شمال افريقيا من مصر الى الجزائر مرورا بليبيا ابان حكم العقيد معمر القذافي، وكان الراحل يرفض جملة وتفصيلا المسمى الذي يُطلق على تنظيم دول المغرب العربي، ويرى في الأمر اجحاف وتزوير للتاريخ، فالمغرب، وكذلك دول الشمال الافريقي هي دول امازيغية بدلائل التاريخ والعلم والاركيولوجيا .
كما قلنا اشتغل الراحل على مستويات عدة منها التأليف، فنجده يؤلف في السياسة مثل (الحكومة الديمقراطية او حكومة التناوب.)، (الانتخابات والاحزاب السياسية المغربية)، (البديل الامازيغي)…الخ، وفي الأدب (دموع الغولة)، (مدينة النهاية)، (ترجمة أمازيغية لروميو وجولييت).
بعد صراع طويل مع مرض الباركينسون، استسلم المناضل لقدره، فوافته المنية سنة 2020، لكن بقيت أثاره خالدة في التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي للمغرب، وللحركة الثقافية الأمازيغية في دول الشمال الافريقي.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News