
بن كيران يواصل إهانة ساكنة سوس، إلى متى هذا الخطاب التحقيري؟
- الحسين الحسيني //
مرة أخرى، يعود الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، إلى مهاجمة ساكنة سوس بكلام جارح لا يليق لا بمسؤول سياسي ولا بشخصية يفترض فيها الحكمة والاحترام تجاه مكونات المجتمع المغربي.
هذا رابط فيديو بنكيران على الفايسبوك
https://www.facebook.com/share/v/1EaUVCZf5t/?mibextid=wwXIfr
فبعدما سبق له أن وصف أهل سوس في مناسبات عديدة خلال السنوات الماضية بأنهم “شعب بخيل”، وتساؤله مستهزئاً “بشحال قاع كيعيش السوسي؟”، ثم سخر منهجياً من الحرف الأمازيغي تيفيناغ واصفاً إياه بكونه “يشبه الجُنوية”، عاد يوم أمس ليطلق تصريحاً مستفزاً جديداً قال فيه بأن “في سوس ما زال الناس يعيشون كما عاش أجدادهم منذ 1400 سنة قبل الميلاد، وأن منهم من يعيش بطريقة بدائية”.
هذا النوع من التصريحات يعكس للأسف نظرة احتقارية فيها كثير من التجني والتبخيس، بل تصل حدّ الإهانة في حق منطقة لها وزنها التاريخي والثقافي والاقتصادي، وساكنة عُرفت بغيرتها على الوطن، واجتهادها في تنمية مجالها رغم قلة الإمكانيات وصعوبة التضاريس.
نعم، ساكنة سوس تطمح لتنمية عادلة ومنصفة، وتُعاني من إشكالات تنموية كباقي مناطق المغرب، لكن ليس من المقبول أن تُوصف بالبدائية أو أن تُقدَّم وكأنها تعيش خارج الزمن. فالحقيقة أن أبناء سوس لم ينتظروا الدولة في محطات عديدة، بل بادروا من خلال العمل الجمعوي والتطوعي إلى:
• شق الطرقات الوعرة وربط القرى بالمجالات الحضرية؛
• إيصال الماء الصالح للشرب والكهرباء إلى دواوير نائية؛
• بناء ملاعب ومراكز نسوية وتنشيط الحياة الثقافية والتربوية؛
• الدفاع عن المدرسة العمومية وتشجيع التمدرس خاصة لدى الفتيات؛
• خلق تعاونيات اقتصادية ساهمت في محاربة الفقر والهشاشة.
أهل سوس معروفون بالكرم، بالتضامن، بالجدّية، وبالعمل الميداني البعيد عن الشعارات. لذلك فإن هذه التصريحات لا تسيء فقط للمنطقة وساكنتها، بل تُسائل أيضاً المستوى الأخلاقي والسياسي لمن يُفترض فيه أن يكون قدوة في الخطاب والتواصل.
ختاماً، نهمس للسيد ابن كيران: الناس لا تُقاس بمستوى تنميتها فقط، بل بكرامتها وتاريخها وما تقدمه لبلدها، وساكنة سوس يشهد لها الجميع بالعطاء والصبر والعمل الجاد.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News