المجتمع

بمناسبة اليوم العالمي لشجرة أركان RARBA تدعو إلى تفعيل برنامج “الانسان والمحيط” ..

تفعيل برنامج “الانسان والمحيط”  بالمغرب وذلك بهدف المساهمة في بناء السياسات الترابية، في سياق مشروع الجهوية الموسعة وبناء النموذج التنموي الجديد.

بمناسبة اليوم العالمي لاركان، الذي ينظم هذه السنة 2025 تحت شعار “عالم شجرة الاركان خمس سنوات قبل هدف 2030” والذي يصادف 10 ماي من كل سنة، ويعتبر محطة للتقييم السنوي لمستوى تدخلات مختلف الفاعلين في تنزيل مقتضيات المخطط الإطار لمحمية المحيط الحيوي لاركان، كل في مجال اختصاصه وحسب حجم المسؤولية الموكول له تحملها من موقعه، سواء كمجتمع مدني أوكفاعلين محليين وجماعات ترابية ومؤسسات حكومية وطنية وجهوية وإقليمية ومحلية. خاصة ونحن على مشارف إنتهاء العشرية الثالثة 2018-2027 للاعتراف بهذه المحمية وما يتطلبه ذلك من إجراءات لإعداد التقرير الشامل لعشر سنوات من العمل والذي بموجبه يتحدد مصير الاستمرار بالمحافظة على هذا الاعتراف من عدمه.

في هذا السياق فإن شبكة جمعيات محمية المحيط الحيوي لأركان، ومن خلال موقعها كفاعل مدني واكب سيرورة التحولات التي عرفها مجال المحمية على مدى أكثر من عقدين من الزمن، تقف اليوم لاستحضار كل المجهودات المبذولة محليا ووطنيا من اجل تفعيل وتحيين مخطط الاطار لمحمية المحيط الحيوي لاركان، وذلك من خلال المحاور التالية:

محور الحكامة:

نحن نقترب من نهاية العشرية الثالثة، وما زالت مسألة حكامة محمية المحيط الحيوي لم تتم مباشرتها بشكل جدي، خصوصا ان تقييم العشرية الثانية قد وضعت سيناريوهات من اجل حكامة لمحمية المحيط الحيوي لاركان، الشيء الذي سيساعد جهاز التدبير (والذي تمثله الوكالة الوطنية للمياه والغابات) من اجل تدبير جيد لمحمية المحيط الحيوي. وما زلنا ننتظر مبادرات لتفعيل محور الحكامة بمحمية المحيط الحيوي لاركان، كاول محمية محيط حيوي بالمغرب (ضمن 4 محميات المحيط الحيوي).

منذ احداث الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الاركان ANDZOA سنة 2010، كمؤسسة حكومية ترابية، يراهن عليها من اجل تعزيز التقائية السياسات القطاعية وبلورة سياسة ترابية بمجال محمية المحيط الحيوي لاركان، وفق مقاربات تنموية مستدامة، وبالنظر إلى أهمية المشاريع التي تنجزها الوكالة والدور الايجابي الذي تلعبه في التنسيق والتكامل بين ومع البرامج القطاعية على المستوى الترابي، فإن تقييم هذه التجربة في أفق تطويرها وتعزيز المكتسبات وتقوية الجوانب التي تحتاج إلى ذلك، وفتح آفاق جديدة للتنسيق والتعاون مع مكونات المشهد التنموي بمجال المحمية، جماعات ترابية، مجتمع مدني، قطاع خاص، وذلك في أفق تطوير نموذج مؤسساتي تدبيري يمكن استثماره في تنمية المحميات الأخرى ببلادنا.

وتفعيل برنامج “الانسان والمحيط” MaB/UNESCO بالمغرب وذلك بهدف المساهمة في بناء السياسات الترابية، في سياق مشروع الجهوية الموسعة وبناء النموذج التنموي الجديد.

مطالبة المجالس الجهوية الثلاثة التي يشملها مجال اركان، وعلى راسها مجلس جهة سوس ماسة لمراجعة المخطط الجهوي لاعداد التراب SRAT وذلك باستكمال المخططات القطاعية (المخطط الجهوي للمراعي، المخطط الجهوي للساحل، المخطط الجهوي للمقالع،…) وذلك من اجل ترسيم تنطيق محمية المحيط الحيوي لاركان…

المحور الاقتصادي:

معاناة محمية المحيط الحيوي لاركان مع مشاكل الرعي الجائر والترحال غير المنظم الذي يتجدد كل سنة، ونعاين كل سنة انعكاسات التغيرات المناخية التي القت بظلالها على مربي الماشية والفلاحين الصغار، خصوصا بالمناطق الجبلية، مما يستدعي اخراج المخطط الجهوي للمراعي (وفق مقتضيات القانون 13/113) ومواكبة تعاونيات المراعي لاستكمال تنميتها وتشجيع مربي الماشية المحليين..

تميزت السنوات الاخيرة بجفاف غير مسبوق، مما جعل الساكنة تعيش نذرة مائية لا سابق لها لولا الطاف الله هذه السنة، ورغم المجهودات المبذولة من اجل تحلية مياه البحر لتوفير الماء الشروب، فان الخصاص المائي من اجل الفلاحة ما زال قائما كما ان غابة الاركان ما زالت تعاني من تدهور وتراجع الغطاء النباتي بحوالي 600 هكتار سنويا، مما يستدعي من كل المتدخلين بذل مجهودات اضافية لتتثمين الموروث الثقافي لتدبير مياه الامطار، واعداد سياسة فلاحية مستدامة من خلال وضع خريطة للفلاحات الملائمة والمستدامة بمناطق محمية المحيط الحيوي لاركان، واعتماد الفلاحة الايكولوجية وتشجيع الفلاحة التضامنية والمعاشية/ العائلية ومواكبة بنيات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بمجال المحمية، في افق اكتفاء غذائي ذاتي وصحي.

دعوة تنظيمات المجتمع المدني بمجال محمية المحيط الحيوي الى اليقظة ورص الصفوف من اجل التصدي لكل استغلال عشوائي وغير معقلن لمواردنا الطبيعية، والعمل جميعا من اجل تثمين ثرواتنا الطبيعية في اطار تنمية مستدامة تراعي التوازن الطبيعي بين ساكنة المجال والمنظومة البيئة لاركان.

المحور الاجتماعي:

بدأت معالم إخراج أركان من حلقة الاقتصاد الاجتماعي التضامني، الذي شكل منذ الاعتراف بمحمية أركان الرافعة الأساس لتحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للأسر القروية، وهذا الاستحواذ الاقتصادي المعولم على سلسلة إنتاج زيت أركان والاحتكار الفج للمادة الأولية من قبل قلة قليلة من الشركات الكبرى، جعل نساء مجال محمية المحيط الحيوي لاركان، تبقى الحلقة الهشة من كل الفاعلين المحلين، بحيث ان ثروة الاركان التي تنتجها نساء المجال لا يصلها من الارباح الا الفتات، بحيث ان الوسطاء وكبريات الشركات هي التي تسيطر على السوق، وبالتالي تبقى النساء (خصوصا بالمجال القروي) محرومات من حقهن في التعليم والصحة ولم يستطعن الولوج الى حقوقهن الدستورية، مما يصعب عليهن المساهمة بشكل ايجابي في مسلسل التنمية المنشودة بمجالنا الترابي لمحمية المحيط الحيوي لاركان.

تمكين شباب مجال محمية المحيط الحيوي لاركان من كافة حقوقه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية لضمان مستقبله للحفاظ على ثروات المجال بشكل مستدام.

المحور البيئي:

في غياب المخططات الجهوية لتدبير الموارد الطبيعية ومأسسة تنطيق محمية المحيط الحيوي لاركان، يبقى تدهور المجال الغابوي في تزايد بفعل عوامل بشرية ومناخية، ما لم يتم وضع مخطط تشاركي لانقاذ شجرة الاركان باشراك حقيقي للساكنة المحلية والفاعلين المحليين والجماعات الترابية، وذلك في افق القانون الجديد للغابة (والذي في طور الاعداد). وما نموذج احداث المنتزه الطبيعي للاطلس الصغير الغربي بدون تشاور مع مختلف المتدخلين الا نموذجا لغياب تشاور حقيقي بين مختلف المتدخلين، مما يعرض ثرواتنا الطبيعية لمجال اركان الى مزيد من التدهور.

مجال محمية المحيط الحيوي لاركان يشهد تدهورا للتنوع البيولوجي بحيث ان عددا هاما من الانواع النباتية والحيوانية مهددة بالانقراض، في الوقت الذي ينتظر فيه مشاركة الساكنة في تدبير مجالهم الطبيعي والانتفاع من ثرواتهم الطبيعية، في اطار التنزيل الترابي للاستراتيجات الوطنية المتعلقة بالتنوع البيولوجي ومكافحة التغيرات المناخية ومحاربة التصحر.

مكافحة التغيرات المناخية من خلال التكيف او التخفيف للحفاظ على الموروث الثقافي لاركان يتطلب اليوم مجهودا كبيرا لتغيير سلوكاتنا الحياتية والنمط الاقتصادي واستنتاج العبر من الموروث الثقافي للنموذج الاقتصادي المحلي بجبال الاطلس الصغير واستثمارها.

محور البحث العلمي والتربية البيئية

نثمن عاليا المجهودات المبذولة من قبل مؤسسات البحث العلمي جهويا ووطنيا سواء بشكل مستقل أو في إطار شراكات متعددة الأطراف أو تحت إشراف الوكالة الوطنية لتنمية الواحات والأركان. هذا المجهود العلمي الذي بقدر اهتمامه بإبراز المؤهلات الاقتصادية لزيت أركان وتطويرها، بقدر إهماله للجوانب الاجتماعية والثقافية لأركان، والتقييم العلمي الموضوعي لوقع تزايد الأهمية الاقتصادية لزيت أركان ومشتقاته على الحياة الاجتماعية للمرأة والأسرة القروية عموما بهذا المجال.

تعتبر التربية البيئية بمجال الأركان أحد المحاور التي ركز عليها المخطط الإطار للمحمية منذ الاعتراف بها، إلا أننا نلاحظ بطءا كبيرا في الاهتمام بهذا الجانب، ونطالب بضرورة انخراط الجميع في إعطاء نفس جديد لمحور التربية البيئية باعتباره المدخل الأساس لتغيير السلوك البيئي لمواطن الغد.

عن شبكة جمعيات محمية المحيط الحيوي لاركان

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى