الثقافة

بمركز تاوسنا للدراسات والأبحاث..كسكس أمازيغي بألوان أفريقية

كل ما هو حقيقي وصادق يكون دائماً صامتاً…هي ارتساماتي وانا أغادر مركز تاوسنا للدراسات والأبحاث بقرية ايت ميمون بعد حضوري فعاليات الإحتفال براس السنة الامازيغية 2975 بدعوة كريمة من السيد مدير المركز الدكتور خالد العيوض..

وقد لا يجتمع الصمت والصدق في هكذا إحتفالات المناسباتية كما في فضاءات أخرى عبر تراب الجهة وخارجها كما هي بالمركز هذا الأربعاء 14 يناير وإن كان المشترك هو الكسكس – تگلا إض ن يناير فقد انتبهت إدارة المركز ان يكون مناسبة هويّاتيا ونصّاً ثقافيّا بألوان افريقيّة..

كم كانت الصورة معبّرة وبليغة وأنا اتقاسم طبق الكسكس الامازيغي المغربي مع أيادي سمراء أفريقية من دول الساحل والصحراء من السينغال. النيجر الكامرون غينيا وساحل العاج..

على مائدة الطعام.. أحسست بجذوري الإفريقية وانا اتابع وصفات الكسكس عند هذه البلدان وطريقة إعدادها وطقوس العائلة هناك حول موائدهم لتقف عند أوجه التشابه حد الإستنساخ..

لم تكن اللغة عائقاً لإيصال الفكرة.. ولا حتّى اختلاف العادات والتقاليد.. فالمغرب يكاد يكون معروفا ومحبوبا ومحترما لدى هذه الشعوب بمنطقة الساحل والصحراء..
نحن داخل العائلة.. هكذا نحس مباشرة بعد وصولنا إلى بلدكم.. لقد قطعنا مسافات طويلة للوصول إليكم.. مرورا بالنيجير ليبيا الجزائر.. ولم نقف هناك.. تحملنا كل الصعاب للوصول إلى ارضكم الشريفة..

هكذا تكلم احدهم لحظة حفل شاي – حديث وانا اتابع باعتزاز شهادته التي لا تخطئ الأذن صدقيّيتها
انتم شعب طيب وكرماء محبوب للاجانب والمهاجرين.. هكذا يقال عنكم في بلدنا ليضيف بصوت مرتفع وبمحبة استثنائية.. ( شكرا يا ابانا محمد السادس.. ويقاطعه الآخر بالقول ( لقد بكيت حين شاهدت عناق ملككم لاحد المهاجرين المصابين ضحايا زلزال اطلس الحوز..

نعم كان الإحتفال بطعم ثقافي وداخل بيت مغربي أمازيغي أصيل وقد يكون البيت الأول الذي فتح أبوابه للمهاجرين من دول الساحل والصحراء ليرفع بذلك منسوب الإندماج إلى المستوى العائلي والتواصل الثقافي حول مائدة الطعام وتحت وقع لقمات الكسكس ورنات الملاعق..

يقودنا بعدها مايسترو الاغنية الامازيغية مصطفى لارياش إلى وصلة غنائية متناغمة مع الجو العام لهذه الأمسية الإفريقية بامتياز..

لم يكن هذا الانتباه الذكي لإدارة المركز وهي تتقاسم الإحتفال بالسنة الامازيغية مع دول الساحل والصحراء إلا فهم واستيعاب للمشروع النهضوي الكبير الذي يقوده عاهل البلاد لصالح أفريقيا من أجل أفريقيا..

لم يكن الا ياجورة صغيرة لكنها صلبة واساسية ومتجذرة باعتمادها على البعد الثقافي والإنساني داخل مختلف شعوب أفريقيا..وذاك ما يبقى حين ننسى كل شيئ..

وهو ما بقى عالقا في ذهن كل من ساعفه الحظ حضور احتفالات رأس السنة الامازيغية بمركز تاوسنا للدراسات والأبحاث بقرية ايت ميمون..

كان الكسكس أمازيغي بالوان أفريقية

كان صامتاً بدون بهرجة أو ضجيج

لانه كان حقيقيا وصادقا

يوسف غريب كاتب صحفي

بمركز تاوسنا للدراسات والأبحاث..كسكس أمازيغي بألوان أفريقية - AgadirToday

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى