بلدتي ” أيت يوسف ” (01)
- بقلم محمد لطفي //
تقديم عام:
تقع بلدتي ” ايت يوسف ” في قبيلة ايت سمك (حسب تقسيمات إدارية للقبا ئل في مرحلة ما) ..
وتندرج ضمن الدواوير التي كانت تحت مشيخة “تاركة نلحنا” ..لذلك كان اسمها يقترن مباشرة بتاركة في صيغة ” ايت يوسف نتركا” للتمييز بينها وبين ايت يوسف امحند (جهة تالكجونت) ‘ وايت يوسف نتولوى بمنطقة تولوى …وهكذا…..
حدودها الجغرافية لا أعرفها جيدا بالقياس مع ربطها بممتلكات أهلها خصوصا من الناحية الغابوية،،اضافة إلى تواجد ممتلكات الغير من سكان مناطق أخرى بالبلدة كما هو شان سكان ايت يوسف الذين يمتلكون اراضي وأشجار في دواوير أخرى مجاورة…اذن هنا مشكلة التحديد الجغرافي الدقيق…. ..لكن ماهو واضح وجلي ان لها حدودا(بالمعنى المجاني فقط ) مع كل الدواير المجاورة والمحاديةلها من كل جهة…….
اما بخصوص الجانب الاثني والعرفي والثقافي (بالمعنى الانتروبولوجي للكلمة : تقاليد واعراف وطقوس ….) فلاحظت ونحن صغار ان سكان بلدتي في زمن ما يعتبرون بلدتهم مسيجة أمنيا بقوى خفية (الملوك ،بتسكين الميم) وبالتالي فهي مسيجة بمجموعة من العلامات ترمز إلى تلك الحدود ..وهي عبارة عن كومة من الأحجار( تكركار) هنا وهناك ؛ وعند كل مدخل … وهكذا نجد مجموعة من “أكركار” محيطة بالبلدة عند مداخلها: فهناك تكركورت في تيزا السفلى ؛ واخرى بتسوكت نتزرا ؛ وثالثة في فيغيل…. وهكذا….
وكان تلك الاكوام من الحجارة عبارة عن حدود وبروج مراقبة على مستوى الشعور الباطني للسكان… تقوم “الملوك” بالمعنى الانتروبولوجي بمهمة الأمن(النفسي طبعا) بالنسبة للبلدة بما فيها وبمن فيها سواء تعلق الأمر بالاهل او بالممتلكات والمتاع وغيرها….
كنا ؛ ونحن صغار؛ كلما مررنا بجانب ” تكركورت ” من تلك المذكورة نساهم بدورها في الحفاظ على رمزيتها برمي حجارة مضافة إلى وسطها لإضافة سهمنا ايضا محافظة على هذا الموروث الذي يعبر؛ حسب لاشعورنا البنيوي؛ اسوة بالمعتقد الجماعي ؛ عن الحماية الأمنية للدوار كاملا بما حمل من كيد الكائدين وتربص المتربصين من الإنس والجن…
تلك هي الحدود التي تركت بصمة واثرا في شخصيتنا نحن أبناء ذلك الجيل وتعتبر أثرا ما زال مترسخا فينا إلى اليوم لأننا عايشناه بكل جوارحنا واحساساتنا …وكانت العبارة التاليه التي كنا نرددها عند رمي حجارة وسط تكركورت هنا أو هناك هي ” هاد تزروت انو غ كر تين امسلمن نربي” …بما معناه هذا سهمي (حجارة) بين الآخرين(المسلمين) …..وهذا اعلان طفولي بريء للانصهار في الثقافة والعادات السائدة؛ والرغبة في الاندماج مع المجموع…انها تربية ونشاة لها تأثيرها الفوي في تكوين شخصيتنا اسوة بغيرها من القيم والعادات والطقوس وغير ذلك مما ساهم بهذا القدر او ذاك في صقل شخصيتنا — نحن جيل الخمسينات والاجيال التي تلتنا إلى عهد ما(…….)
يتبع…..
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News