الجهة اليومالرأي

بالجبال ساكنة مرابطة تقاوم الهشاشة وتنتظر الفرج

  • بقلم امحمد القاضي*//

لن نسامح! ولك الله يا بلدي رغم كل المتناقضات.

الوطن يجمعنا، وتفرقنا النوايا. والمصير يوحدنا وتشتتنا دروب الحياة. لكن تبقي فسحة الأمل تعطينا شحنة حين تدمر الخيبات نفوسنا. كما قال أحد الشعراء:

أعلل النفس بالآمال أرقبها….

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.

الحياة خدشات، خيبات، وهزات، وما أصعب حين تسقى جرعات الخيبة ممن إستهلكت نفسك من أجلهم. فحين يكون الوطن غفور رحيم، فما سعة الرحمة والغفران في أهله.

المغرب ينمو رغم إختلاسات الفاسدين، لأن الوطن عالي الهمة رغم حقد الحاقدين. البلد غني بثرواته رغم إستنزافها من طرف الناهبين؛ لكن للأرض حماتها بفضل الغيورين. فخورين أن للسياسة بصيرة الراعي رغم ميوعة الساحة.

ومؤخرا شهد العالم أن لرياضتنا أبطال يعيدون المجد، ومسؤولون غافلون يترصدون الكاميرات. يحز في التفس أنه لم يتبقى لرواد تعليمنا وصحتنا العمومية سوى الصبر أمام جشع مؤسسات الخواص.

لكل هؤلاء ولقناصي الفرص العابرة، سوف تسقطون يوما ما فريسة صيدكم، وتندمون يوم لا ينفع الندم.

للعابثين بمصير المغلوبين، والقابضين الجاثمين على أرزاق دوي الحقوق، لمن ستردون الدين بعد حين

لمروجي الأخبار الزائفة ولدوي النيات السيئة حبل الكذب قصير، وستظل كل تفاهة إفتراضية او مرئية، تقابلها جدية واقعية وإن كانت مخفية.

هناك بالأطلس الصغير، سوس عالمة ميراث روحي محروس بفقهائها الورعين، رغم غلو منابر الملتحين. في أعالي الجبال بتمازيرت المنسية رجال أعمال معطائين تحدوا تجاهل المسؤولين والمنتخبين.

ونعتز أن لنساء أدرار أنفة وعزة النفس رغم قلة ذات اليد. وشهدنا هذا الصيف أن لقرى الأطلس النائية زوارها الموسميين ومحبيها الدائمين ولو إغترب أهلها المهاجرين.

بالجبال ساكنة مرابطة تقاوم الهشاشة وتنتظر الفرج، وعلى السهول وداخل فيلات الحواضر أصحاب النعم في خلسة ينعمون.

سنوات متتالية ونحن نعيش تحت وطأة شح السماء، إلا أنه في لحظة صيف أصبحت لجفاف سدودنا أمطار الرحمة وجريان الوديان تملأها.

لكل جانب منسي أو بقعة هشة أو مواطن مقهور، أو أموال منهوبة رب يرعانا وخالق سيخلصنا من المتربصين.

بالله كيف ننسى جمالية مجالنا التي خربت. كيف نغفو على أرض الأجداد ستسلب كمحمية، وأشجار وغلة مغيبة. أي قوم سيصبر على خنزير دمر الزراعة المعيشية، ويترك رعاة إعتدوا على البرية.

ويسهو عن حقه في معادن تحت أرضية، ويرضى بهوية مطموسة، وموروث مهجور أو مفقود.

ويحكون أن المسامح كريم، ويعدون الصابرين البشارات، ويعتبرون المتغافلين حكماء حليمين. وما علينا إلا التصديق.

لكن، لن نسامح كل معتدي لئيم، جمع المحصول كله وترك الفتات. لن نعفو على كل ناهب درهم متلاعب بالمال العام، لن نسهو على كل منافق ملتحي ملأ الدنيا ضجيجا بدون علم.

لن نترك كل بائع مخدر دمر العقول. وكل جبار داس على كرامة المقهورين. وتبا لأصحاب الوعود المغرية ومجهضي الأحلام، عشتم الدل في أواخر حياتكم. لن ينجو آكلي السحت والحقوق. نحن بالمرصاد لمن تجاوز الحدود وسولت له نفسه الفرار والنجاة.

اللهم لا شماتة، وسيأتي زمن إسترجاع الديون بالفوائد الحلال، والله يجازي للي كان السبب في تردي الأخلاق وتدهور الأمور وتخلف الحياة.

العزة لكل بريئ مسامح كريم، للصادقين لكم محبتنا وللمتعاونين والمتضامنين في وقت الشدة لكم منا ألف تحية وتقدير وللصابرين نشد على أياديكم ولكل المتعاطفين الصامتين جزاؤكم عند الله.

وللمفقودين نقول لترقد أرواحكم في سلام وسيأتي وقت نفديكم.

بكم جميعا سنحيي أمجادنا، ونعيد الإعتبار لثقافتنا، ونقوي جأشنا. نعم سنموت ولكن سنحيى العزة في نفوس أحفادنا.

وقل تربصوا، إنا معكم من المتربصين.

  • *رئيس جمعية تيويزي للتنمية الإجتماعية لأيت عبد الله
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى