الاقتصاد

اليوم العالمي للسكان 2025 .. وأسئلة الديموغرافيا بالمغرب

  • الحسن فركاكوم//

تحتفل دول العالم في 11 يوليوز من كل سنة باليوم العالي للسكان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتوصية من برنامج الأمم المتحدة للتنميةPNUD  منذ عام 1990.

يعتبر هذا اليوم – على غرار باقي الأيام العالمية – فرصة هامة لدول العالم قصد استحضار أبرز التحديات السكانية وقضايا التنمية و البحث في مشاكل اختلال التوازن  التي يطرحها النمو السكاني  في عالم يتسارع تعداد سكانه وتنمو موارده الاقتصادية، دون أن يستفيد الجميع من حقه في العيش الكريم والآمن.

من القضايا الديموغرافية الكبرى التي تؤرق الأمم والشعوب، على اختلاف لغاتها وثقافاتها ومستوياتها الاقتصادية… وخاصة بعدما تجاوز عدد السكان العالم عتبة 8 مليون نسمة مند سنة 2024، قضايا الهجرة والعيش المشترك والسلام العالمي والمشكلات الصحية ومعضلات الفقر ومشاكل البطالة وقضايا البيئة الكبرى، وسبل التوزيع المجالي والسكاني للموارد الطبيعية المتاحة لتعزيز فرص التنمية بين الشعوب والدول…  .

على المستوى الوطني بلغ عدد السكان المغرب 36828330 نسمة حسب بيانات إحصاء 2024، وكان هذا العدد لا يتجاوز 11,6 مليون نسمة سنة 1960، ورغم هذا الارتفاع في حجم السكان بحوالي 25,2 مليون نسمة، إلا نسبة النمو السكاني قد تراجعت  بشكل كبير من ٪2,58 سنة 1971 إلى ٪0,85 سنة 2024، وبهذا يكون النمو السكاني بالمغرب  قد سجل أضعف النسب منذ الاستقلال إلى اليوم.

ويطرح هذا التراجع العديد من التساؤلات المحيرة ومنها: هل المغرب فعلا يعاني ضغطا سكانيا؟ هل لا تزال مفاهيم المنطق المالتوسي مثل الانفجار السكاني ذات جدوى لتحليل ديموغرافيا المغرب في سياق انخفاض نسبة النمو السكاني، واستقرار المؤشر التركيبي للخصوبة ISF عند معدل تعويض الأجيال 2 طفل/ امرأة ؟

ثم ما مدى دقة مفاهيم التنمية التي توظف لتحليل الوضع السكاني بالمغرب في ظل ارتفاع نسب الأمية (٪24,8) ومعدل البطالة (21,3٪)  وتزايد مشاكل التركز السكاني بالمجالات الحضرية بعد بلوغ التمدين نسبة (62,8٪)..؟

وأخيرا الا يتجه المغرب على غرار بعض دول اروبا الغربية نحو الديمغرافيا السلبية التي سيكون وقعها غير محمود مستقبلا على الاقتصاد الوطني؟

تلك  بعض من أسئلة الديموغرافيا  الشائكة التي وجب طرحها بمناسبة اليوم العالمي للسكان على ضوء نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى  2024 بالمغرب.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى