أكادير اليوم

النقل الحضري بأكادير الكبير : مرحلة جديدة مع انتهاء عقد شركة ألزا ومواجهة تحديات القطاع

يعتبر قطاع النقل الحضري في أكادير الكبير من القطاعات الحيوية التي تساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين وزوار المدينة، وخاصة مع تطور النمو السكاني وزيادة حركة التنقلات.

ومع اقتراب انتهاء عقد شركة “ألزا سيتي” الإسبانية في نهاية عام 2025، يدخل هذا القطاع مرحلة جديدة ومهمة تشهد تغييرات جوهرية في النموذج التدبيري، مما يستدعي مواكبة هذه التغيرات بقرارات استراتيجية تسهم في تطوير نظام النقل الحضري في المنطقة.

التغيير في نموذج التدبير

تعتبر مجموعة الجماعات الترابية للنقل والتنقلات بأكادير الكبير من الجهات المعنية بإعادة هيكلة القطاع وتطويره، حيث أعلنت عن طلب عروض دولي بقيمة 11.5 مليون درهم لاقتناء حافلات حديثة ودعم تنفيذ العقد الجديد لإدارة النقل العام.

ويشكل هذا التغيير في طريقة التسيير نقطة تحول في كيفية تنظيم الخدمة، إذ سيتم تحميل السلطة المفوضة مسؤولية الاستثمار الكامل في القطاع، وهو ما يتطلب كفاءة أكبر في استخدام الموارد وتنظيم أسطول النقل العام.

وبعكس العقد السابق الذي كان يعتمد على “نظام المخاطر والمكاسب”، فإن النموذج الجديد سيتطلب تطوير بنية تحتية أكثر ملائمة لتلبية احتياجات المدينة المتزايدة.

تعزيز الأسطول وتحديث البنية التحتية

لضمان تنفيذ هذا النموذج الجديد، تعمل السلطات على تعزيز أسطول النقل العام في المدينة، حيث سيتم اقتناء 274 حافلة جديدة عبر شركة التنمية المحلية “أكادير الكبير للتنقلات الحضرية”، في خطوة تهدف إلى تحديث الأسطول الحالي وتحسين جودة الخدمة.

بالإضافة إلى ذلك، يجري تجهيز المدينة لاستقبال 30 حافلة مفصلية عالية الجودة (BHNS)، مما سيسهم في تطوير شبكة النقل العام بما يتناسب مع الزيادة السكانية والطلب المتزايد على النقل.

في إطار هذا التغيير، تشمل مهام المساعدة التقنية المطلوبة في طلب العروض الجديد جوانب قانونية ومالية وتقنية متعددة، من بينها متابعة تنفيذ الاستثمارات، مراقبة عمليات شراء الحافلات، وتجهيز محطات التوقف بالملاجئ والأعمدة اللازمة.

كما ستتضمن هذه المساعدة متابعة مشاريع أنظمة التذاكر الحديثة، التي تهدف إلى تحسين إدارة الرحلات وتقليل الوقت المستغرق في التنقل.

المخطط الاستراتيجي للنقل الحضري

يعد “مخطط التنقلات الحضرية” الذي تمت بلورته منذ عام 2015 هو الإطار الاستراتيجي الذي يوجه الجهود الرامية إلى إعادة هيكلة شبكة النقل الحضري.

وقد ساهم هذا المخطط في التخطيط لتطوير مشاريع كبيرة مثل مشروع “Amalway TramBus” الذي سيربط ميناء الصيد بمنطقة تيكوين على طول 15.5 كيلومترًا، ليشكل إضافة كبيرة لتحسين التنقل في المدينة.

كما يتوقع أن يسهم هذا المشروع في رفع مستوى الكفاءة وجودة الخدمة المقدمة للمواطنين.

تحديات القطاع

من أبرز التحديات التي تواجه قطاع النقل الحضري في أكادير الكبير تزايد الطلب على التنقلات الحضرية في ظل النمو السكاني السريع. إضافة إلى المشاكل البيئية والمالية التي تؤثر على قدرة النظام الحالي على تلبية احتياجات الساكنة.

وفي هذا السياق، تسعى السلطات إلى تحسين البنية التحتية، وإدخال أنظمة تكنولوجية متطورة، مثل أنظمة التذاكر الحديثة، التي ستساهم في تحسين عملية النقل بشكل عام.

مع اقتراب انتهاء عقد “ألزا سيتي”، يترقب المواطنون في أكادير الكبير مرحلة جديدة في منظومة النقل الحضري، والتي من المنتظر أن توفر حلولًا أكثر كفاءة لتلبية احتياجات التنقل اليومي.

وفي ظل التحديات والتحولات الكبرى التي يشهدها القطاع، يُتوقع أن تسهم التحديثات الجديدة في تعزيز أداء شبكة النقل، بما يتناسب مع المتطلبات المتزايدة للمدينة.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى