النظام الجزائري بين التيه الهوياتي والخرف التاريخي
وأنا أدبّلج هذا المقال حول اسبوع الهولسة في العالم الآخر تصادف ذلك مع نهاية رئاسة الجزائر لمجلس الأمن دون أي أثر يذكر غير تمريغ النيف العضو الابرز في وجه بلجامع أمام المندوب الإسرائيلي مرّتين.. ليتأكد من جديد ان هذا النظام لا وزن ولاهبة ولا تأثير على قول وزير خارجية روسيا.. لنضيف إليها بالبصمة الكبيرة اننا أمام نظام بلاهويّة وطنيّة أو بتعبير السياسي الجزائري نور الدين بوكروح “الجزائر تأسست من خلال هجرة غير شرعية في التاريخ”..هذه الهجرة الغير شرعية في التاريخ هي التي لاحظها جميع ممثلي الدول الإفريقية التي حضرت حفل إجراء قرعة كأس الأمم 25 بمسرح محمد الخامس بالرباط مؤخرا..
كل الدول ارسلت من يمثلها من ابناء الوطن ومن هويته وأصوله إلا الجزائر ارسلت أجنبيّاً يمثل الجزائر في هذا المحفل القاري..
أجنبيّاً قدام علم استشهد من أجله الملايين من الشهداء حسب الرئيس كما يبجْح دائما.. ولا يجد أدنى حرج في أن يهين هذا العلم الوطني كلما تعلّق الأمر بالمغرب..
وهذا السلوك لا يصدر أبداً إلاّ عن نظام العصابة ما زال يبحث عن هوية مفقودة يبني بها شرعيته
هذا التّيه الهوياتي والافتقار إلى العمق التاريخي يدفعُ قادة هذه العصابة وابواقها إلى سرقة الرموز وتأليف الأكاذيب والترامي على تراث بلدنا بمختلف تعابيره الثقافية والحضارية قصد ملء هذا الفراغ الهوياتي والخرف التاريخي..
وغير بعيد ما زالت جرائد العصابة وابوابقها الإعلامية الرسمية والخاصة تردّد بأن الزليج الجزائري قد زيّن منصة حفل إجراء القرعة بالرباط.. بل وتعيد ذلك وبوقاحة زائدة اتهام بلدنا بالسرقة دون أن يكون هناك عاقل واحد في هذا العالم الآخر يشير إلى أن الكاف هي المنظمة والكأس كأسها.. وتزيينه بالزليج المغربي لا يمكن أن يقع دون التأكد من أصوله المغربية
وهل تحتاج الشمس إلى دليل..
ولا شخص واحد وبنصف عقل هناك ينبّه الكراغلة بأن وثيقة رسمية صادرة عن شركة ( أديداس) تعتذر فيه للشعب المغربي وخاصة الصانع المغربي بعد أن خطأ مطبعي لقمصان جزائرية بالزليج المغربي..
هي العصابة بعدما فشلت في سرقة جغرافيتنا هاهي تحاول سرقة تاريخنا وحضارتنا…بل وحتّى ما اعتمد عليه من زخرفة مسجد تلمسان الدليل قاطع على مغربية المدينة ذات سياق وزمان..
ايها الاغبياء وكما تقول الوثائق آخرها وبعنوان :
( تلمسان مدينة مغربية في الجزائر من جريدة Le Monde Colonial Illustré الفرنسية
عدد شهر نونبر 1927)
والسؤال المحير لدى غيرنا وهم يتابعون هذا السعار الذي رافق حفل إجراء قرعة الكأس القاري هو لماذا لم تذهب العصابة الجزائرية إلى المتابعة القضائية ضد الكاف والمخزن المغربي وتدافع عن شرعية الزليج الجزائري.. ؟ عوض هذا الصراخ والعويل المنبوح صوتا..!
لن يذهبوا سيراً على نهج اللصوص وقطاع الطرق الذين يكرهون التقاضي والمقاضاة
هم لا يعرفون إلا الإنسحاب أمام مواجهة الحقيقة..
ألم ينسحب ممثلهم بمجلس الأمن كسابقة في تاريخ مداولات هذا المجلس
ألم يفضلوا تمثيل علمهم باسم اجنبي عوض الحضور في محفل باسم الكاف وبدعوة منه
ألم ينتظروا من زاوية الحقد طبعا إلى فعاليات حفل إجراء القرعة والتنقيص من قيمته دون غيرهم من الدول الأخرى وبالإجماع على أن النسخة المغربية ستكون استثنائية.. إلا في الجزائر التي صرحت ابواقها بأن وباء بوحمرون يهدد تنظيم الكان
وإن الملاعب غير جاهزة خاصة ملعب مولي الحسن باعتباره ميدان خاص بمقابلات فريقهم الوطني وتحت قسم بعضهم وبأغلظ الأيمان بأنه لن ينجز في الوقت..
مما يجعل الكاف في حرج والمخزن في فضيحة..
أيها الكراغلة ازلام العصابة.. هو عنصر قوة لبلدنا .. البلد الذي هدم ملاعبه من أجل الإحتفال بأشقائنا الأفارقة عبر ملاعب من الجيل الرابع
هو عنصر ثقة الأفارقة عبر الكاف في مصداقية وعودنا وفي احترام المواعيد..
هو عنصر الفرق الزمني بيننا وبينكم.. كيوم واحد مغربي مما تعدونه مئة سنة..
وموعدنا قريب.. يوم يبهت الكافر..
هذه هي العصابة ورثة المقبور هواري بومدين فبعدما استنفذت كل آليات الإساءة للمغرب كإغلاق الحدود وقطع العلاقات الدبلوماسية…تنتقل إلى ( خنشلة) كل ماهو مغربي بدءاً بالثقافة والهوية سواء تعلق الأمر بالمطبخ أو اللباس أو الفن أو الحرف التقليدية أو غيرهامن الفنون والتقاليد العريقة المغربية باحثاً عن هوية مفقودة تغدي بها رواية وطنية مستنزفة لشعب مقهور اقتصاديا ومحاصر سياسيا..
هو التيه الهوياتي التي تجعل أعراضه بادية للعيان عبر مرضين نفسيين باديين للعيان في سلوك هذا النظام، وسلوك كل الذين يدورون في فلكه. ويتعلق الأمر بمركب النقص ومركب التسامي.. بين القوة الضاربة عند تبون.. ولا وزن ولا هبة ولا تأثير كما عند بقية العالم..
هي العصابة هناك.. في الحضيرة كما فوق الحصيرة
لا فرق ما دام رئيسها يضرب بالحجارة..
يوسف غريب كاتب صحفي
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News