
النصب والاحتيال عبر مواقع التواصل الاجتماعي: تجارة الوهم في بيع الشهادات المزيفة والدراسة عن بعد تساوي السجن
- اعداد بدر شاشا//
في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكنها في الوقت ذاته أصبحت ساحة خصبة لأساليب النصب والاحتيال الحديثة.
ومن أبرز هذه الظواهر المنتشرة هي تجارة “الوهم الأكاديمي”، حيث تُباع شهادات ودبلومات مزيفة تحت غطاء الدراسة عن بعد، ويتعرض ضحاياها لاحقًا للمساءلة القانونية أو السجن، رغم أنهم وقعوا في فخ الخداع.
كيف تتم عملية الاحتيال؟
تعتمد الجهات النصابة على استغلال طموح الأفراد ورغبتهم في تحسين وضعهم المهني أو الاجتماعي، حيث تنشر إعلانات مغرية عبر مواقع مثل فيسبوك، إنستغرام، وتيك توك، تعرض:
شهادات جامعية ودبلومات دراسة عن بعد او لديك تجارب وشهادات يحق لك الاستفادة
دورات سريعة مدفوعة تمنح شهادات او دبلومات
عروض مغرية للحصول على “ماجستير أو دكتوراه عن بُعد” خلال أسابيع فقط
ضحايا يتحولون إلى متهمين
المأساة الكبرى في هذه الجرائم أن العديد من الضحايا لا يدركون أنهم يشترون وهماً. بعضهم يستخدم تلك “الشهادات” في السيرة الذاتية أو يرفقها مع طلبات التوظيف، ليتفاجأ لاحقًا بأن الشهادة غير معترف بها أو مزيفة تمامًا. في حالات عديدة، يتعرض الضحايا للمساءلة القانونية، وقد يُتَّهمون باستخدام وثائق مزورة، رغم أنهم وقعوا ضحية نصب إلكتروني.
أسباب انتشار الظاهرة
1. قلة الوعي القانوني: كثير من الناس لا يعرفون الفرق بين الشهادات المعترف بها والشهادات الوهمية.
2. ضعف الرقابة الإلكترونية: رغم جهود الحكومات، لا تزال بعض الحسابات والصفحات الإجرامية تنجح في الوصول لآلاف الأشخاص..
. سهولة إنشاء محتوى خادع: المحتالون يستخدمون تصاميم احترافية، وشهادات مزيّنة بأختام وشعارات مضللة.
كيف تحمي نفسك؟
تحقق دائمًا من اعتماد المؤسسة التعليمية لدى الجهات الرسمية والاتصال بها.
لا تثق بأي جهة تعدك بشهادة خلال أيام أو بأسعار زهيدة جدًا ورغم انها مؤسسة.
ابحث عن مراجعات وتجارب حقيقية من طلاب سابقين.
استخدم المواقع الرسمية للمؤسسات التعليمية بدلًا من الاعتماد على الإعلانات العشوائية.
دعوة للجهات المختصة.
من الضروري أن تقوم الجهات المختصة بالتالي:
تشديد الرقابة على المحتوى الإعلاني المتعلق بالتعليم في مواقع التواصل.
محاسبة الصفحات والمعلنين الذين يروّجون لشهادات مزيفة.
توعية المواطنين من خلال حملات إعلامية مكثفة لشرح مخاطر الشهادات عن بعد وغيرها
الاحتيال عبر الإنترنت لم يعد يقتصر على سرقة الأموال فقط، بل تطور ليشمل سرقة الطموح وتدمير مستقبل الأفراد باسم “الدراسة عن بعد” و”الشهادات المضمونة”. إن التوعية والتأكد من مصدر المعلومة هما خط الدفاع الأول، فالمعرفة سلاح يحمي من الوقوع في فخ النصب الإلكتروني.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News