
الموانئ المغربية ممتلكات للشعب المغربي ومستقبل أجياله..
إنه الميناء الجديد لطنجة المتوسط الذي نعتبره حجر الزاوية لمركب ضخم مينائي ولوجستي صناعي وتجاري وسياحي، فالمغرب بهذا المشروع يعمق جذور انتمائه للفضاء الأورومتوسطي ولمحيطه المغاربي والعربي ويعزز هويته المتميزة كقطب للتبادل بين أوروبا وأفريقيا، وبين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، ويدعم دوره المحوري كفاعل وشريك في المبادلات الدولية”،
فقرة من خطاب جلالة الملك محمد السادس فبراير 2003
نعم 2003 سنة بعد أزمة جزيرة ليلى التي كادت ان تشعل الحرب مع اليمين الإسباني آنذاك وبعجرفة عسكرية زاد من مبالغتها موقف حلف شمال الأطلسي الذي ندّد بالتحرك المغربي، مع رسالة رسمية للاتحاد الاروبي تطالب فيها المغرب بالانسحاب مقابل تصريح يتيم من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى آنذاك..
هي الأزمة / الدرس الذي ألهم قيادتنا بأن المغرب لا يمكنه له الإعتماد إلاّ على نفسه فقط.. وأن بناء دولة قوية ليست رفاهيّة بل ضرورة وجوديّة.. فالعالم لا يعترف إلا بالأقوياء..
والإحترام لا يطلب بل يفرض
والمصالح لا تستجدى بل تنتزع
والمستقبل لا يبنيه إلا الأقوياء..
الآن بعد 22 سنة أليس من القوة اليوم ان نحدد للعالم أجمع أرضية الشراكة والتعاون وتبادل المصالح مع بلدنا لن تتمّ إلا عبر بوابة الصحراء المغربية..
كان ميناء طنجة المتوسطي بداية قاطرة حقيقية في انبعاث هذه القوة / النهضة المغربية اليوم لا على مستوى نتائجه الإقتصادية والاجتماعية فحسب.. ولن تجرنا الإحصائية المعبرة عن ذلك فهي موجودة على النيت مؤكداً على أنه الأكبر في أفريقيا والسواحل المتوسطة شمالها وجنوبها، والمنفذ التجاري الأول للقارة الأفريقية، والمعبر الحتمي لسفن التجارة العالمية الرابطة بين أمريكا اللاتينية وأكبر موانئ العالم المبثوثة على سواحل آسيا بمنطقة صناعية تضم أكثر من 900 شركة تعمل في مجالات صناعية وتجارية متنوعة، وتستفيد من الخدمات اللوجستية والقرب من الأسواق الدولية من خلال الميناء. فروعٌ دولية لعمالقة صناعة السيارات وأجزاء الطائرات والنسيج والصناعات الغذائية استقروا في هذه المنطقة الصناعية، محدثين دينامية اقتصادية واجتماعية غيّرت من واقع هذه المنطقة المغربية المطلة على أوروبا.
هذا الإنجاز العظيم ما كان ليكون إلا بفضل رؤية وفكر استراتيجي لقيادة عاهل البلاد ومفجر نهضتها ومن أموال وتضحيات الشعب المغربي قاطبة كجزء من تعزيز وتقوية قدرات بلدنا الآن و للأجيال القادمة..
بهذا المعنى اعتبر ان كل تشويش على جميع منجزاتنا التنموية الاستراتيجية هو عدوّ مباشر للشعب المغربي الحاضر كما المستقبل.. . بل للأجيال القادمة الذي يعتبر الوطن أمانة في عنقنا من أجلهم.. كما فعل أجدادنا وآباؤنا من التحرير واستكمال التحرير والبناء النهضوي وتلك لبنات جيل لجيل..
وبهذا المنظور أيضاً لا أجد أيّ فرق بين كابرانات الجزائر الذين حاولوا احتلال معبر الگرگرات جنوبا وبين أصحاب الدعوة للاحتجاج على الميناء المتوسطي
لا فرق إذا أخذنا بعين الإعتبار هذا التصريح الذي كشف فيه وزير النقل الجزائري، السعيد سعود قبل أيام عن مشروع جديد يدرس إمكانية فتح خط بحري مباشر يربط الجزائر بالعاصمة القطرية الدوحة والذي سيمر عبر عدد من الموانئ في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مثل تونس، ليبيا، مصر، السعودية، وسلطنة عمان، وربطنا ذلك بتقرير سابق لقناة الجزيزة حول موضوع مرور حاويات نقل الأسلحة لإسرائيل بل اعتبرت هذا الاحتجاج الارعن بمثابة انتفاضة الشعب المغربي قاطبة
هي القناة الوحيدة في العالم التي تضع صورة التفاحة وتكتب اسفلها كلمة موز..
القناة نفسها التي أذاعت مجبرة بيان حقيقة للشركة المتهمة في نظرها قبل اسبوع خوفاً من المتابعة القضائية.. وتركت خلاياها في الداخل مستمرة في جر البلد والشعب إلى عناوين الفتنة والتخريب ليس من أجل عيون أطفال غزة كما يدعون بل خدمة اجندات ومصالح دول ترى ان المملكة المغربية قادمة لا محالة بل على مرمى حجر من سنة 2030 إن شاء الله
للآسف جئتم متأخرين… وستسقط ورقة التوت المغلفة بشعار إسقاط التطبيع لانه مزيف ومنافق.. مقابل صدقنا الوفي لوطننا والدفاع عن إنجازاته التنموية بنفس صدق تضامننا المطلق مع الشعب الفلسطيني دولة وشعبا..
ذاك الصدق الذي دفع بغزاوي وسط الانقاض يرسم صورة ملك البلاد محمد السادس كعربون شكر وتقدير لجلالته على موقفه القوي في فتح ممر بري وحيد لإيصال المساعدات لحظة الحصار..
هو القاذد الوحيد أيضا الذي ضعط من أجل رفع الحصار على ارصدة مالية كرواتب لساكنة الضفة الغربية..
هي أفعال لا مسها الشعب الفلسطيني في غزة كما في الضفة.. بدون تفرقة كما يفعل تجار القضية هنا وهناك
هي أفعال وليس حناجر شعارات تربط سقوط التطبيع بسقوط النظام.. وكأنه بيت أوهن من بيت عنكبوت..
هل ما زالت أكذوبة أبريل مستمرّة..
أم أن الوهم طاف بالعقل حد النسيان بأن هذه الأرض الطيبة ومنذ 12 قرن وقبلها كانت جسرا آمنا مستقرّاً بين إفريقيا وأوروبا بين الشرق والغرب كما قال البابا فرنسيس رحمه الله أثناء زيارته التاريخية للمملكة تاركاً وراده وثيقة القدس الموقعة بين زعيمين روحيين لهما تأثير يتجاوز حدود بلديهما ملك بصفته بـ”أمير المؤمنين”، وبابا يحمل لقب “خادم خدام الله”
وثيقة دولية تزن أكثر من أي خطاب دبلوماسي فكيف ان تنتبه إلى شعارات شعبوية عابرة..
هي عادة جبال الاطلس ما تهزها رياح.. ولا صياح
يوسف غريب كاتب صحفي

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News