المغرب اليوم

المقدم: عين الوطن الساهرة وصوت الحقيقة الصامت

  • بقلم: حسن كرياط//

في عالم يموج بالأحداث اليومية وضجيج الإعلام، يظهر دور “المقدم” كشخصية استثنائية تعمل بصمت واحترافية بعيدًا عن أضواء الشهرة والتكريم. إنه الجندي المجهول الذي يمزج بين حنكة الصحفي الميداني ودقة المحقق الأمني، ليكون ركيزة أساسية في خدمة الإعلام والحفاظ على النظام العام.

“المقدم” ليس مجرد ناقل للأخبار، بل هو عين يقظة تلتقط تفاصيل الأحداث بدقة متناهية. في المسيرات والتجمعات، يراقب الحشود، يرصد الشعارات، ويستخلص رمزية القادة. وفي المؤتمرات السياسية والفعاليات الثقافية، يكون حاضرًا ليقدم تقارير دقيقة وموضوعية. كالرادار الذي لا يتوقف، يلتقط الحقائق الصغيرة والكبيرة وينقلها بمهارة وأمانة.

يعمل “المقدم” بحيادية لا تعرف التحيز، بعيدًا عن الانتماءات الأكاديمية أو النقابية. هو أشبه بمراسل حربي يقف على خطوط المواجهة، يوثق الحقيقة كما هي دون تضخيم أو تحريف. لا تحده ظروف الطقس، فحر الصيف أو برد الشتاء لا يثنيه عن أداء واجبه. إنه مثال للالتزام المهني الذي لا يعرف الكلل.

ما يميز “المقدم” عن غيره هو إيمانه العميق بأن مصلحة الوطن تعلو فوق كل اعتبار. في وقت يسعى فيه البعض وراء الأضواء أو المكاسب الشخصية، يظل هذا الجندي المخلص يعمل بإخلاص وتفانٍ، واضعًا خدمة الوطن كغاية سامية. إن عمله ليس مجرد وظيفة، بل رسالة نبيلة تجسد معاني التضحية والإخلاص.

رغم أهمية هذا الدور الحيوي، يبقى “المقدم” بعيدًا عن دائرة الأضواء. ربما يعود ذلك لطبيعة عمله التي تتطلب السرية والسرعة، أو لأن نتائجه الملموسة تتحدث عنه دون الحاجة إلى ألقاب أو إشادة علنية. ومع ذلك، فإن غياب الاعتراف لا يقلل من قيمة عطائه، بل يجعل منه شخصية تُحترم بعمق.

لهؤلاء الجنود المجهولين الذين يعملون بصمت من أجل أمن الوطن واستقراره، نقول: شكرًا لكم. أنتم السند الذي يستند عليه الوطن ليبقى آمنًا ومزدهرًا. ستظل أعمالكم محفورة في ذاكرة من يقدرون قيمة التضحية والإخلاص، فالوطن يزدهر بفضل جهودكم النبيلة.

في زمن مضى كانت مهنة المقدم غير مرغوب فيها نظرا لطبيعة مهمتها ونظرة الناس اليها التي تختزلها في التبركيك ونقل أسرار واخبار الناس ، فكان الناس لا يتجرؤون الحديث في مجمع يحضر فيه المقدم ، حتى لا يعرف كنه المواضيع التي تناقش ، فكانوا يتجنبون الحديث معه امام انظار العامة؛

حتى لا توصف انك متعاون مع جهاز ينقل الخبر ، اليوم اصبح دور المقدم له اهميته داخل المجتمع بل اصبح معادلة قوية في المساهمة في ضبط النظام العام والتبليغ عن كل صغيرة وكبيرة تمس المجتمع ، فبفضلهم كم لغز التصق بالارهاب كان للمقدم دور كبير في فك شفرتها ونجا المجتمع من وقوعها

إن مهمة المقدم اصبح صحافي بدون اعتماد يحضى بمكانة مهمة في المشهد الاعلامي والسياسي ، هو بمثابة منصة رقمية تختزل مجموعة من الارقام والمعطيات ، انه ذاكرة حية تؤسس لتقافة جديدة وبرؤية جديدة تعكس دوره الاعلامي في رصد وتتبع الاثر بكل احترافية تفوق الصحفي الاكاديمي الذي تخرج من الجامعات المتخصصة في التواصل والإعلام،

انه مرجع للاحداث وسر اصحاب القرار ، فلكل مقدم الف تحية وجب الالتفات اليه بعين احترامية وتمكينه من كل الامتيازات تجعله فخورا لخدمة وطنه من كل باس يتعرص اليه .

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى