
المغرب الأركيولوجي مهد البشرية: الهامسون بالإكتشافات التاريخية لطمس زيف تاريخ الكتاب المدرسي — في حاجة لإعادة كتابة ماضينا الأمازيغي
- بقلم امحمد القاضي*//
يعتبر علم الآثار أو الأركيولوجية منهاج حفري معرفي دقيق للتنقيب ودراسة مخلفات الحضارات الإنسانية الماضية عن طريق الكشف عن البقايا المادية التي تركها الإنسان.
ومع تقدم وسائل البحث والحفاظ على الأماكن وتقييمها وتطوير طرق إستقراء الإكتشافات الأثرية والحفريات وقراءة ما وراء النص وما يسكت عنه المكشوف نعيد كتابة التاريخ البشري.
من المعلوم أن المغرب بحكم موقعه الجغرافي الإستراتيجي وتعاقب عدة حضارات قديمة على أرضه، تختزن البلاد كنوز أثرية ذات قيمة عالمية للإنسانية، تكشفها تباعا فرق بحث مختلطة من مغاربة وأجانب يؤطرهم أساتذة من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط.
للأسف هذه الإستكشافات لا تجد صدى يليق بقيمتها في وسائل الإعلام، أومن طرف بعض الجهات الوصية أو المسؤولين. ولم تم إكتشاف هذه الآثار في دول أخرى لأقاموا العالم وإستثمروها إعلاميا وسياحيا، أكثر ما قد يستثمرون في لعبة كرة القدم العابرة النشوة، ولطلبوا صناديق الدنيا المساهمة في ميزانية بحثها.
الملاحظ ان الإستكشافات تستصغرها بعض الجهات لجهلهم بأهميتها التاريخية من جهة، ولأغراض في تفس يعقوب من جهة أخرى، وهذه هي الطامة.
مؤخرا تم الكشف عن إكتشاف قرية تعود للعهد البرونزي، أي ما قبل وصول الفينيقين للمغرب بما يناهز 2000 سنة، بموقع كاش كوش، ظهر المودن، قرب واد لاو بإقليم تطوان.
أهمية الموقع الأثري من الناحية العلمية تفند إدعاءات بعض المحنطين أن سكان المغرب الأصليون، الأمازيغ، عزل، متخلفون دهنيا وغير قادرين على إنشاء حضارة. هم دائما في حاجة لأجنبي يواكبهم ويلقنهم طرق العيش. القرية عربون على تجمع سكني بتقنيات البناء، والعيش المشترك، وممارسة الزراعة وتربية الماشية والتبادل التجاري مع الأمم الأخرى.
للإشارة هذه الأبحاث التي يتم الإعلان عنها وطنيا ودوليا لا يمكن المجازفة بنتائجها إلا بعد عرض عينات منها على مختبرات علمية عالمية مستقلة تعتمد تحاليل مخبرية متطورة، كالمختبر المتقدم في المجال بولاية ميامي الأمريكية. ونشرالأبحاث على صفحات مجلات دولية مختصة يتعاملون بتجرد مع المادة المعروضة.
المغرب مهد البشرية بإكتشافات إستثنائية يجب عرضها للعلن بالجهر المطلق، وليس بالهمس الصامت، وببهرجة إعلامية مماثلة لما تم تقديم بها 12 القرن من تاريخ وحضارة فاس كبداية عاصمة الدولة الإدريسية بالمغرب.
ولنا جرد لأهم الإكتشافات الأثرية التي تقطع الأنفاس، ويلزم معها ربط أحزمتكم للإقلاع، ومرت للأسف إعلاميا مر الكرام:
▪︎ إكتشاف جمجمة أقدم إنسان عاقل، هوموسابيان، في العالم تعود لأزيد من 300 ألف سنة في منطقة إيغود بإقليم اليوسفية.
▪︎ إكتشاف أقدم حلي ومجوهرات مصنوعة من الأصداف البحرية من كرف الإنسان وتحمل رموز فنية بمغارة بيزماون بإقليم الصويرة.
▪︎ إكتشاف أقدم الآثار للحضارت القديمة تعود لأزيد من 175 ألف سنة بموقع إفري نعمار، منطقة العروي بالناظور.
▪︎ العثور على أقدم عملية جراحية على الجماجم البشرية تحمل آثار ثقوب وخياطة تعود ل 15 ألف سنة، وأقدم إستعمال للأعشاب الطبية بمغارة الحمام قرب تافوغالت تابعة لإقليم بركان.
▪︎ العثور على أقدم قرية ومركب زراعي في شمال إفريقيا في منطقة واد بهت يعود لأزيد من 2900 سنة قبل الميلاد.
▪︎ تواجد أقدم المدافن الجماعية لقرى أمازيغية على شكل أهرامات مصغرة تعود لأزيد من 1000 سنة قبل الميلاد، بموقع فم لرجام، بإقليم زاكورة.
فكوا أحزمتكم لننزل بسلامة على أرض الدولة المغربية العريقة، والتي تعلمنا في مدارسها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، أن “البرابرة” أبناء مازيغ، جاؤوا من الحبشة والشام عن طريق مصر وإستقروا بالمغرب.
سنوات ونحن مستلبون، بمرحعية مشرقية، وإيديولوجية قومية أحادية. والإسلام ومجيئ إدريس الأول لا يشكل بداية الحضارة بالمغرب. سامح الله أصحاب النوايا المبيتة الذين تلاعبوا بتاريخنا زيفوا الحقائق وفضحهم علم الآثار بالحجة والبرهان.
إستقرار الإنسان القديم شامل لكل مناطق المغرب، ولا تزال هناك مناطق بجبال الأطلس ومواقع بسوس لم تكتشف بعد.
العمر الأركيولوجي بالمغرب يفوق مليون و500 ألف سنة، يحمل قيمة مضافة للوطن، والدور الكبير الذي لعبه المغرب في الإستقرار البشري، على الجهات الوصية العمل على إخراج مثحف تاريخي عالمي إنساني، على غرار متحف سميتسونيان المتواجد بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية الحديثة النشأة.
الإستثناء ونبوغ الإنسان المغربي وقوة الهوية الوطنية ليس وليد الصدفة، بل هو نابع من التجدر التاريخي والغنى الثقافي والتنوع البشري الناتج عن تعاقب الحضارات وتلاقح الثقافات يجب إستثمار هذا الغنى سياحيا وإقتصاديا للنهوض بالأوضاع الإجتماعية للإنسان المغربي، والتنموية لمناطق المغرب العميق المهمشة والحاملة لتاريخ إنساني عالمي على المسؤولين الترويج له في المحافل الدولية ليعلم العالم أن المغرب مهد البشرية.
كما تقول أغنية إزنزارن الشامخ، وصوت الفنان المرحوم عبد العزيز الشامخ:
” أيت لأصل أنكا، أورنهجيم، إلين وراثن.”
*رئيس جمعية تيويزي للتنمية الإجتماعية لأيت عبد الله

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News