الرأيالمجتمع

المعلم في زمن التيك توك: هل فقدت قدسية التعليم؟

  • بدر شاشا //
في السنوات الأخيرة، شهدت الساحة التعليمية في المغرب تغيرات جذرية، حيث انتشرت ظاهرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق “تيك توك”، بشكل كبير بين فئة الشباب. ومن بين هؤلاء الشباب، نجد بعض الأساتذة الذين قرروا الولوج إلى هذا العالم الافتراضي، حيث ينشرون مقاطع تتعلق بحياتهم اليومية أو تجاربهم في التعليم. لكن، هل هذا الاتجاه يمثل إضافة إيجابية للمنظومة التعليمية، أم أنه يشكل تهديدًا لسمعة المعلم ومكانته في نظر تلاميذه؟
قدوة ومثال يحتذى به
يعتبر المعلم من أهم الشخصيات في حياة الطالب، حيث يلعب دورًا حيويًا في تشكيل قيمه ومبادئه. على مر العصور، كان يُنظر إلى المعلم كقدوة ومثل أعلى، يجب أن يتسم بالحكمة والجدية. ولكن مع دخول وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت هذه الصورة التقليدية تتآكل. فهل من المعقول أن يصبح المعلم مجرد “تيكتوكر” يسجل مقاطع تهدف إلى كسب المتابعين والمشاهدات؟
تأثير التيك توك على التعليم
في عالم التيك توك، غالبًا ما تكون المقاطع قصيرة ومليئة بالمحتوى الترفيهي. قد يكون من المغري للمعلم أن يسجل مقاطع تظهر جوانب من حياته الشخصية أو تتناول مواضيع دراسية بطريقة مرحة. لكن من المهم أن نتساءل: هل سيؤثر هذا على نظرة الطلاب لمعلميهم؟ هل سيعتبرونهم مجرد صناع محتوى، بدلًا من كونهم مرشدين أكاديميين؟
ضرورة الحفاظ على الحدود
إن المعلم هو الرابط الأساسي بين المعرفة والطالب، ويجب أن يظل محتفظًا بالحدود المهنية التي تحافظ على مكانته. نشر مقاطع الفيديو الترفيهية يمكن أن يكون له عواقب سلبية، فقد يؤدي إلى فقدان احترام الطلاب للمعلم، حيث يمكن أن يراهم الطلاب بشكل مختلف، مما يضعف العلاقة التعليمية التي يجب أن تكون قائمة على الاحترام والثقة.
رسالة للمسؤولين
إنه من الضروري أن تكون هناك توجيهات واضحة للأساتذة حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث تعزز من مكانتهم كمعلمين بدلاً من أن تقلل منها. يمكن أن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة للتفاعل مع الطلاب، لكن يجب أن يتم ذلك بطريقة تحافظ على القيم والمبادئ الأساسية للتعليم.
بينما قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتواصل الفعال والتفاعل مع الجيل الجديد، يجب على المعلم أن يكون واعيًا للعواقب المترتبة على استخدامه. الحفاظ على قدسية التعليم ومكانة المعلم يجب أن يكون دائمًا في مقدمة أولوياتنا. إن المعلم يجب أن يبقى قدوة أمام تلاميذه، وأن يسعى لتوجيههم نحو القيم والمعرفة، بدلاً من الانجراف نحو عالم يتسم بالسطحية والترفيه.
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى