
المستويات الدنيا للفساد في الجامعة
- الحسين بويعقوبي* //
بداية أجدد تأكيدي لواجب الاحترام والتقدير للأساتذة الجامعيين، وهم كثر، الذين أفنوا حياتهم في خدمة الطالب(ة)، بدون مقابل غير شرعي، وازعهم الوحيد ضميرهم ومبادؤهم وحبهم لمهنتهم، بل منهم من يصرف من أجرته ليساعد طالبا يمر من محنة. ولنا في حالة أساتذة جامعة إبن زهر الذين تبرعوا من مالهم الخاص لمساعدة طالب في حاجة لعملية جراحية في فرنسا لزراعة القلب، كللت بالنجاح، خير مثال. لكن هذه المبادرة النبيلة لم تنل في الإعلام ما تستحق، لتكون نموذجا يحتذى به.
ولذلك على أبناء جامعة إبن زهر أساتذة وطلبة أن يدافعوا على جامعتهم، ففضلها كبير عليهم، ودورها في تكوين عدد كبير من الأطر، في مختلف المواقع، لا يختلف عليه إثنان، كما أن دورها في الإشعاع العلمي لا ينكره إلا جاهل، ولا يجب أن تخدش سمعتها بسبب تصرفات أستاذ متهم، بأفعال مرفوضة شرعا وقانونا، لازال في طور التحقيق، في انتظار أن تقول العدالة كلمتها.
لكن في المقابل لا يمكن أن نتغاضى الطرف عن تصرفات، بعضها لا يرى، ولا يثير زوبعة، لكنها في العمق تحيل إلى مظهر من مظاهر الفساد في مستوياته الدنيا، لكنها تنتعش إن توفرت لها الظروف، ومنها (لا أذكر هنا الاتهامات الموجهة ل (أ.ق) لأنها مستوى أعلى) :
-في حصة دراسية من ساعتين يحضر الأستاذ متأخرا بنصف ساعة، ويغادرها قبل انتهاء الساعتين بربع ساعة.
-في حصة الحراسة يتم التساهل وغض الطرف لكي لا يتم ضبط الطالب في حالة غش.
– أستاذ يفرض على كل طلبته شراء كتابه. وإحضاره يوم الامتحان الشفوي، حاملا لتوقيع الأستاذ، كافيا ليحصل الطالب على نقطة جيدة. (تصورو 2000 نسخة بقيمة 50 أو100 درهم، كل سنة).
-أستاذ يعتمد على أبحاث طلبته، ويضمها لمنشوراته ذون أي ذكر لهم لا في الشكر ولا في الاحالات، وذون أي ترخيص منهم.
-أستاذ يتغيب عن حصة ما، لسبب معقول، لكن لا يعمل على تعويضها للطلبة.
-تنظيم محاضرة بمشاركة شخص واحد في حين نجد 20 شخصا في اللجنة التنظيمية و 30 شخصا في اللجنة العلمية، ويوم المحاضرة لا يحضرون.
– أستاذ يجمع شهادات المشاركة في لقاءات لم يشارك فيها، ولم يساهم بأي شيء لا في التنظيم ولا في المجهود العلمي.
-تكوين لجن مناقشة الدكتوراه على المقاس، مع إقصاء كل من سيعكر جو المناقشة، وحصول الطالب على شهادته بميزة مشرف جدا، وحتى توصية بالطبع.
-إجراء مناقشة سرية، لا يحضرها إلا الطالب، ولجنة المناقشة، وأحيانا المصور. في غياب تام حتى لأفراد عائلة الطالب وفي قاعة مغلقة. لكن العشاء يكون فاخرا في أحد الفنادق.
-كتابة الأطروحة للطالب، بمقابل ما، بل تتم كتابة حتى التقرير المقدم يوم المناقشة، ويطلب منه في نهاية المناقشة ألا يجيب على أي سؤال أو ملاحظة، وأن يكتفي بشكر اللجنة، ويعدهم بأنه سيأخذ ملاحظاتكم بعين الاعتبار. وهو ما لا يتم أبدا.
-قبول الهدايا والولائم والسفريات من الطالب الباحث، وأحيانا يكرم هذا الأخير أستاذه المؤطر حتى قبل إجراء المناقشة (ما هو المقابل يا ترى).
– شخص يشرف على إعطاء دروس في الجامعة لفترة مؤقتة، ومع ذلك يسمح بتقديم نفسه بأستاذ جامعي، أو أستاذ باحث، مع أن هذه الصفة خاصة بالأساتذة الجامعيين الذين مروا من المسطرة الإدارية القانونية.
-جزء من الأجرة الشهرية للأستاذ الجامعي تعطى مقابل أبحاثه وأنشطته العلمية، لكن عدد من الأساتذة الجامعيين، كانت أطروحتهم لنيل الدكتوراه آخر بحث أنجزوه، ولم يعرف عنهم منذ التحاقهم بالجامعة لا تنظيم لقاء علمي ولا نشر مقال ولا تقديم محاضرة ولا كتابة مؤلف.
هي فقط بعض المظاهر التي تؤثث الفضاء الجامعي، إذ لا يمكن جردها كلية، لكن الحديث عنها قد يساهم في إثارة الإنتباه إليها، والعمل على تجنبها.
ومع ذلك ففي جامعتنا أساتذة نزهاء وشرفاء، هم الأغلبية في نظري، لكن عملهم لا يثير زوابع ولا تسلط عليهم الأضواء.
*الحسين بويعقوبي : أستاذ بجامعة ابن زهر ، وسابقا طالب خريج هذه الجامعة.

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News