المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية: نحو رؤية استشرافية لمستقبل الوطن

• إعداد: حسن كرياط//

يعد تأسيس المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية خطوة مفصلية تعكس وعياً متقدماً بأهمية البحث العلمي والتحليل الاستراتيجي في دعم عملية صنع القرار. جاءت هذه المبادرة تتويجاً لجهود أكاديمية وبحثية مكثفة قادها نخبة من الخبراء والباحثين الذين اجتمعوا حول رؤية مشتركة تقوم على الاحترافية والعقلانية، بعيداً عن العشوائية والارتجال.

يسعى المرصد ليكون مؤسسة بحثية رائدة تقدم رؤى معمقة وتحليلات دقيقة تسهم في توجيه السياسات الوطنية واستشراف المستقبل وفق أسس علمية رصينة.

يطمح المرصد إلى لعب دور في المشهد الوطني عبر تقديم دراسات وتحليلات تسهم في صنع القرار وتعزيز السياسات العامة. ومن هذا المنطلق، يسعى إلى تعزيز النقاش الأكاديمي والمؤسساتي حول القضايا ذات الأولوية الوطنية، ما يتيح بلورة رؤى استراتيجية متكاملة.

كما يهدف إلى المساهمة في تطوير السياسات العامة من خلال إعداد دراسات بحثية وتقييمية لمختلف القطاعات الحيوية، ودعم الديمقراطية التشاركية عبر خلق جسور تواصل فعالة بين المجتمع المدني والمؤسسات العمومية.

إضافة إلى ذلك، يعمل المرصد على إطلاق منصات رقمية تفاعلية لاستطلاع آراء المواطنين والخبراء حول القضايا الإستراتيجية، مما يعزز الشفافية والتفاعل المجتمعي، إلى جانب ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال تنظيم مؤتمرات علمية واقتراح سياسات عملية تدعم هذه المبادئ.

ويستحضر المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية مجموعة من التحديات التي تتطلب حلولاً مبتكرة لضمان تحقيق أهدافه. ولعل أبرز هذه التحديات يكمن في إرساء حوكمة فعالة عبر تبني نموذج يقوم على التدبير الرشيد، واستيعاب التعددية الفكرية من خلال تبني مقاربات مرنة تستفيد من التنوع الفكري وتعزز التكامل المعرفي.

كما يشكل خلق بيئة بحثية محفزة أولوية قصوى، حيث يسعى المرصد إلى توفير فضاء علمي مرن يدعم الإبداع والإنتاج الفكري. ومن جهة أخرى، يمثل الانفتاح على التجارب الدولية عاملاً أساسياً في تطوير أداء المرصد، إذ يسعى للاستفادة من النماذج الرائدة في مجال الدراسات الإستراتيجية وتكييفها مع السياق الوطني، إلى جانب تعزيز الشراكات والتعاون مع مراكز الأبحاث والمعاهد الدولية، ما يساهم في توسيع نطاق تأثيره واشعاعه.