المؤشرات المخاتلة
لا يمكن أن نبخس الناس جهودهم واسهامهم في الذوذ عن ملف تدريس الامازيغية. وللحق لا يمكن إنكار ما قدمه المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ووزارة التعليم كل من موقعه في سبيل الارتقاء بهذا المشروع.
ولئن كانت المؤشرات بهذا الشأن تقابل حينا قبولا حسنا، وأحايين أخرى بالرفض والتقريع، فلا يجب أن يعزب عن بال هؤلاء الروافض وأولئك الحواريين، أن الملف برمته تتجاذبه قوتان الأولى ابتدأت سياسيا وانتهت الثانية تقنيا.
فلا ضير من الإمساك بتلابيب بعضنا البعض ما دامت الامازيغية صلب الخصام وفيها الخصم والحكم، ولا ضير من التذكير للمرة الألف أنه لا يقبل عقل حصيف ان يتعطل تعميم تدريس الامازيغية عموديا منذ 2003، والاكتفاء بالتعميم الأفقي في أفق 2030، بدل التعميم العمودي في مختلف الأسلاك.
ولتكن مساءلة المؤشرات المومإ اليها من مدخل حتمية الاحتفاظ بالأستاذ المتخصص في السلك الابتدائي وضرورة إحداث مناصب جديدة للأستاذ المتخصص في الثانوي بسلكيه وإدماج اللغة الأمازيغية في التعليم الأولي وفي برامج محو الأمية، فضلا عن تعميم مادة اللغة والثقافة الأمازيغيتين في مصوغات التكوين في الشعب التكوينية للمواد في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والتكوين المهني.
هب ان مؤشرات تقدم المشروع تشي باعطاب أفلا يجب النظر بالأولوية الى توخي سبيل العمل المؤسسي لتجنيبه ما يتهدده من مخاطر المحو، احقاقا للدور المركزي للتعليم في نقل اللغة و استدامة وجودها في المجتمع، وفي تمتيع الأجيال اليوم وغدا بحقوقها اللغوية والثقافية وتعزيز فعليتها وتطوير اللغة والثقافة وتملك المغاربة لقيم التعدد والتنوع والاختلاف وتملكهم لهويتهم الثقافية وذاكرتهم وتاريخهم لترسيخ مواطنة إيجابية ومثمرة.
لا مجال للخطأ، في سياق عالمي عولمي يتهدد لغات الشعوب الأصلية ولأمر ما أطلقت الأمم المتحدة العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية “2022-2032″ وعبأت لصونها والتمتع بالتعليم والموارد باللغة الأم لتلك الشعوب.
هب أن تلكم المؤشرات لا يأتيها الباطل لا من أمامها ولا من خلفها، أليس فينا رجل رشيد ينظر في وضع الامازيغية في مشروع مدارس الريادة وفي المصوغات والعدة التكوينية المتعلقة بالدعم وفق المستوى المناسب TARL وكراسات الأنشطة التعليمية التعلمية المعتمدة في مدارس الريادة، من باب حق الأمازيغية من الإستفادة من إجراءات تطوير فعالية اللغات في المدرسة المغربية وحقها في ذلك بوصفها لغة رسمية للبلاد، وحق أساتذة الأمازيغية من الاستفادة من الموارد الرقمية ومن حضور الأمازيغية في أوراش التكوين في TARL إسوة بزملائهم.
وماذا عن الحصيص الزمني المخصص للغة الأمازيغية، وماذا عن توفر أساتذة الأمازيغية على قاعات دراسية.
أليس فينا رجل رشيد.
الحسين أبليح
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News