الرأيالمغرب اليوم

الكراغلة وقضايا المغرب

  • الطيب أمكرود//

يتخذ الكراغلة مواقع التواصل الاجتماعي، كالفايسبوك والتيكتوك، ساحات حرب لمهاجمة كل مغربي يشمون فيه رائحة الصدق والوطنية. فما أن تفتح التيكطوك حتى تتفاجأ بحجم اللايفات والنقاشات التي تخصص 24/24 ساعة و 7/7 أيام للهجوم على المغرب وقضاياه، وما أن تنشر على الفايسبوك موضوعا حول المغرب أو ثقافته أو خصوصياته، ومنها قضيتا الصحراء المغربية والأمازيغية، حتى تتفاجأ بجحافل الحسابات المشبوهة للكراغلة لا يتقن أصحابها إلا السب والشتم والتخوين والتتفيه.

في نظر الكراغلة، وبعد استنفاذ كل الأساليب العسكرية والمؤامرات والدسائس والمعارك على الأرض، وبعد أن أمن المغرب كل حدوده البرية والبحرية بعد أربعين سنة من العمل الدؤوب العسكري والمدني، وبعد الأشواط الكبيرة التي قطعها المغرب في ملفاته الكبرى كقضية الصحراء وملف الأمازيغية والتنمية وحقوق الإنسان، لم يعد متاحا لأعدائه من المسخرين إلا الحرب الكلامية التي لا تمنح أرضا ولا تؤمن حدودا.

فالمغرب في نظر هؤلاء بلد متخلف لا أثر فيه لأية تنمية، بلد مستعمر محتل لأرض الشعب الصحراوي كما يسمونه، وقضية الأمازيغية ملف مفبرك مصطنع من قبل فرنسا وجاك بينيت وإسرائيل وشبه جزيرة الوقواق المتحدة، قصد فصل المغرب العربي عن عروبته الأزلية التي تعود للفترة الماقبل كمبرية …

وتشتيت ألأمة العربية المجيدة ومحاربة الإسلام، وتقسيم وطن عربي ممتد من المحيط إلى الخليج، وتقسيم شعب عربي واحد خالص العروبة يتحدث اللغة العربية الفصحى، لغة الله والملائكة والجنة، وتعويضها بلغة صنعتها وزرعتها فرنسا في الدوايور والسهول والهضاب والجبال وعلمتها للناس قبل آلاف السنين لمحاربة العربية اللغة الأم وأصل اللغات التي تضم اثني عشر مليون كلمة، وإضعاف أمة عربية واعدة ذات ماض واحد مشرق وحاضر واحد ومستقبل واعد، والمغاربة في نظرهم شعب جائع يعيش الخصاص في كل الحاجيات، شعب فقير لا يجد ما يسد به رمقه، ماخور كبير كل نسائه عاهرات.

ففي نظر الكرغولي لا يقطن الرقعة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى خليج فارس إلا العرب، وهو لا يعترف بإخوة له أمازيغ يسكنون كل مناطق الجزائر وكل بلدان شمال افريقيا والساحل، ولا يعترف بالأقباط ولا بالكرد ولا بالآشوريين والسوريان والنوبة…فهم قوميات صنعها الغرب الكافر لتشتيت الوطن العربي أو عرب قدامى في أفضل الحالات…

هذا ملخص أغلب ما يتم تقاسمه، أو مناقشته، خصوصا عبر التيكطوك، وأغلب ما يرد ضمن ردود الكراغلة، وليس كل الإخوة الجزائريين الأحرار الذين يكنون للمغاربة أكبر الود ويكن لهم المغاربة أكبر الاحترام، عبر حسابات وهمية كثيرة يتخفى أصحابها وراء أسماء مستعارة، لا هم لهم ولا شاغل إلا تخوين كل غيور على هذه الأرض، وهدم كل الجهود التي تبذل من أجل التحاقها بركب الدول والشعوب الراقية.

إن الكرغولي العبيط لازال يتصور المغرب بلدا للمجاعة، وأراضيه فقيرة من أية تنمية بشكل كلي، وقد تتبعت بتا مباشرا لأحد الإخوة من مدينة العيون لم يصدق الكراغلة أن العيون فعلا هي التي يتم البت منها بشكل مباشر، وهي حال الانبهار التي سيصاب بها كل كرغولي مريض بمرض اسمه المغرب وقضايا المغرب والمغاربة لو زار هذه الأرض، لو زار مدنه وحواضره وقراه، ولو دخل بيوت المغاربة وأسواقهم واطلع على أحوالهم لغير نظرته ومواقفه ثلاث مئة وستين درجة.

إن جولة بأصغر مدينة مغربية، أو الحلول ضيفا على أبسط مغربي، سيجعلك أيها الكرغولي تغير نظرتك مطلقا بشأن هذه الأرض وأهلها الطيبين، فالأب في ثقافة المغاربة مقدس، والأرض والوطن مقدسان، والشعب مقدس، ولن تفلح شطحات الكابرانات مهما فعلوا في إقناع المغاربة بعض الأيدي التي مدت وتمتد إليهم، أيادي الصادقين من أبناء الوطن، قادة ومواطنين، وهو ما تعلمناه من أهلنا وذوينا، فالأب أي القائد، والبيت أي الوطن، والشعب أي الإخوة، ، أيا كانوا، لن يتدنى الأبناء لأحط درجات النذالة ليستدعوا الجيران ليعينوهم في ضربهم وعصيانهم وتدميرهم.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى