العالم اليوم

العلاقات الجزائرية-الفرنسية على صفيح ساخن بسبب ملف الكاتب بوعلام صنصال

  • حسن كرياط//

تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا بشكل ملحوظ بعد أن وجهت وكالة الأنباء الجزائرية انتقادًا لاذعًا للمواقف الفرنسية الأخيرة. جاء ذلك على خلفية دعوات أطلقها عدد من السياسيين والمثقفين الفرنسيين للإفراج عن الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي أوقفته السلطات الجزائرية في 16 نوفمبر الجاري.

ووفقًا لتقارير إعلامية فرنسية، اعتبرت الجزائر هذه الدعوات تدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية. وأوضحت وكالة الأنباء الجزائرية في بيانها أن تصريحات السياسيين والمثقفين الفرنسيين تعكس “ازدواجية معايير وتجاوزًا للخطوط الحمراء”، واصفة إياها بمحاولة فرض وصاية ثقافية وسياسية على البلاد.

بوعلام صنصال، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، يُعد شخصية جدلية في الجزائر بسبب آرائه التي يعتبرها البعض مخالفة لتوجهات المجتمع الجزائري. ورغم عدم إعلان السلطات الجزائرية تفاصيل دقيقة عن أسباب توقيفه، إلا أن الرد الفرنسي أثار موجة من الغضب داخل الأوساط الرسمية والإعلامية الجزائرية، حيث وُصف بأنه امتداد لعقلية ما بعد الاستعمار.

هذا الملف يعيد إلى الواجهة التباين العميق بين الجزائر وفرنسا حول قضايا الحريات والكرامة الوطنية. وأشار مراقبون إلى أن الموقف الفرنسي يُظهر ضغوطًا سياسية داخلية، حيث تستغل باريس قضايا حقوق الإنسان في الجزائر كورقة ضغط سياسي.

الجزائر، من جهتها، أكدت أكثر من مرة تمسكها بسيادتها واستقلالية قراراتها، مطالبة فرنسا بالكف عن التدخل في شؤونها الداخلية. ويبدو أن هذه القضية ستضيف مزيدًا من التعقيد إلى العلاقات الثنائية، خاصة في ظل غياب أي مؤشرات للتهدئة.

يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتفاقم هذه الأزمة لتتحول إلى مواجهة دبلوماسية مفتوحة بين الجزائر وباريس؟ أم أن الطرفين سيختاران سبيل التهدئة حفاظًا على المصالح المشتركة؟

التطورات القادمة ستحدد مسار هذه العلاقة الحساسة.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى