الرأيالمغرب اليوم

الصحراء المغربية.. هي للمغاربة فقط!

” تهجير الغزّاويين إلى الصحراء الغربية”
هي الجملة التي انتشرت كالنار في الهشيم خلال ال 24 ساعة الأخيرة.. بل احتلت صدارة أغلبية مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصّاته وتعامل معها البعض منّا بالكثير من الجدّية واليقين دون أن يكون هناك اجتهاد ذاتي للبحث عن المصدر الذي انطلقت منه هذه السخافة الغبية.. بل دون أن يعود في نفس الوقت إلى تصريحات الرئيس ترامب نفسه صاحب فكرة التهجير والتركيز في اقتراحه على دولتي مصر والاردن فقط قبل اسبوع
ومن باب الفضول المعرفي والإعلامي أيضاً سافرت عبر النيت إلى مواقع وجرائد اردنية – مصرية مباشرة بعد هذا التصريح للرئيس الأمريكي للإطلاع على ردود الفعل لدى النخبة في هذين البلدين اتجاه فكرة تهجير الغزاويين فاستوقفني احد الكتاب السياسيين الأردنيين الذي ناقش هذه السخافة الترامبية من خلال نظرية الدخان والمرايا Smoke and mirrors هذه الاستراتيجية تقوم على خلق ضجة إعلامية ضخمة بهدف تحويل الوهم إلى حقيقة إعلامية قصد تشتيت الانتباه أو تحقيق مقاصد أخرى غير معلنة…وفي نفس الوقت تطرح. كمقدمة للإستئناس والتعامل مع التهجير كفكرة (مطروحة) بينما هي جريمة حرب مستحيلة التنفيذ…
لكن كيف اقحمت اقاليمنا الجنوبية في النقاش الوهمي الذي جاء اول امس على شكل تقرير للقناة الإسرائيلية 12 بدورها لم تخرج عما نشره صحفي مغمور بجريدة الواشنطن بوست – عبر بريدها – JOHN LEMANDR باعتباره رأياً استشاريا وجهه الصحفي إلى البيت الأبيض عبر الجريدة معتبرة قرار تهجير الغزاويين إلى الأردن ومصر قرار خاطئ ومقترحاً صحراء إسبانيا في إشارة إلى الصحراء المغربية…
ودون ان نعتبر بأن هذا الصحفي المغمور غبّيّ وغير مطلع على السجل الفيدرالي الذي يُعتبر بمثابة “الجريدة الرسمية” للبلاد، ويقف عندالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كافة أقاليمه الجنوبية، كموقف موثّق ، ومُعلنا عنه لكافة عموم الشعب الأمريكي.
أبداً.. فربط الصحراء باسبانيا لا يخرج عن قاموس لغة قصر المرادية فقد جاءت على لسان تبون نفسه بإحدى حوارته وهو يحثّ على مسؤولية إسبانيا ذات الصلة بالإقليم المغربي.. بل ومازال يعتبر هذا الرئيس اننا دولة احتلال.. وربطا بما جاء في المقال المغمور فهذا الرئيس الجزائري دافع عن اقتراح ترامب في آخر حوار له.. بل نبّهنا إلى سوء فهمنا للإقتراح الأمريكي.. ليتضح انه مع مسألة التهجير كمتنفس للخروج من مأزق احتضان جبهة البوليزاريو تحت شعار المهزومين ( عليّ وعلى أعدائي) لا نحن ولا أنتم..
هذه خلفيات إقحام تهجير الغزاويين نحو الصحراء المغربية في هذا اللغو الإعلامي الذي لا غير.. بحيث لا يستحق الرد عليه من طرف وزارة خارجيتنا المغربية التى دأبت الرد على ما هو رسمي ومعلن عنه من طرف مؤسسات مسؤولة..
صحيح انها لعبة مدروسة تحاول إرجاع ملف قضيتنا إلى الصفر بخلف هوامش جديدة تعرقل هذا المجهود الدبلوماسي المغربي الذي يقترب أكثر من أي وقت مضى بغلق هذا الملف خاصة هذه السنة بإخراجه من اللجنة الرابعة للأمم المتحدة بشكل نهائي.. وبحشد شبه إجماع وسط رؤساء دول أفريقيا لمناقشة طرد البوليزاريو من الاتحاد الإفريقي خلال دورته المقبلة بعد اسابيع..
دون أن ننسى هذا التحالف الاستراتيجي مع الدولة الموريتانية الشقيقة كما حصل مؤخراً من خلال توقيع الربط الطاقي بين البلدين كاعتراف بمغربية الصحراء من الناحية الإقتصادية تمهيدا لمابعده قبل نهاية هذه السنة..
أمام هذا الزخم الدبلوماسي الايجابي لقضيتتا الوطنية الذي وضعه البعض منّا جانبا وذهب نحو تصديق رواية صحفي أمريكي ارسلها عبر بريد جريدة من أجل بعض الدولارات من خزينة قصر المرادية كحقيقة موثقة وليست اتهام مجاني
إليه وإلى غيره نقول :
ولو ان الإقتراح لم يصل إلى صفة اعتباره وهم
فالصحراء المغربية.. هي خيمتنا الأخيرة
تماما كقطاع غزّة خيمة الفلسطينيين كل الفلسطينيين
لأن القضية.. قضية وجود.. وليست حدود

  • يوسف غريب كاتب صحفي
          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى