السلام والتنمية والتقدم بالعالم وضرورة تعقل الدول ” المتحكمة “
- مصطفى المتوكل الساحلي //
أولوياتنا بإفريقيا أن تخرج دولها وشعوبها من الثقب الأسود الذي تأسس على سلوك بدائي مشترك بين الحيوانات والبشر ذلك أن كل من تغول أو أدرك قدراته و قوته ومكامن ضعف غيره إلا ويهب للسيطرة على مجالاتهم الجغرافية وثرواتهم مع السعي والحرص على استعبادهم واستخدامهم – تشابه في ذلك السلوك الضباع والبعض من المخلوقات التي أقسمت وعلى رأسهم إبليس على : ﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾ سورة الاسراء * ..الذين ترتكز سياساتهم على العنصرية والتحقير والتضليل والتجهيل وصناعة وزرع “كيانات” وهمية في مناطق تعتبر استراتيجية لتنفيذ سياسات التحكم في القرارات والثروات والانظمة سواء على مستوى وطن واحد أو قارة نقط تماس وتقاطع بين قارات ..
إن كل الدول والامبراطوريات الاستعمارية التوسعية التي تقاسم قوادها بقوة السلاح او بالغلبة بقاع الأرض في إفريقيا والشرق الأوسط و…إلخ ، سعوا لتمزيق وإضعاف وإبادة الشعوب الاصلية وجعلها ” كيانات ” /دويلات لاقدرة لها على حماية نفسها و غير مستقلة وبدون سيادة … كما أنهم يتفننون في إثارة الصراعات بزرع بذورها في اتفاقيات ومعاهدات بين القوى الظالمة المتواطئة والصانعة لخرائط التدمير الداخلي
لقد ابتزوا لقرون وعقود كل الثروات المكتشفة في الأرض والبحر لإثراء اقتصاديات دولهم ولبناء نهضتهم وتقدمهم ؟؟ وأغرقوا العديد من شعوب العالم في الفقر والجهل والاستغلال والاستعباد وبموازاة ذلك يزايدون ويتبجحون بتقديم أنفسهم بأنهم رواد الديموقراطية وحقوق الانسان والعدالة والضامنين للسلم والامن ..
إنهم أرسوا وجودهم بالقمع والاغتيال والوحشية والاستعباد والابتزاز وتعطيل كل ما هو ايجابي والسعي لمحو مرتكزات هويات الشعوب ومقومات الوطن الرصينة ونشر ثقافة الخنوع والاستلاب والتبعية العمياء .. ووضعوا قوانين للدول التي احتلوها وأخرى سموها أممية لكبح إرادة الشعوب الساعية للتقدم والريادة الحضارية ،،
إن الحركات الاستعمارية والفاشية والنازية هي والمنظمات المتطرفة والارهابية والمجموعات البشرية المتوحشة في سلة واحدة بغض النظر عن مرجعياتها وترتيب أهدافها وعن كتلها شرقا وغربا عبر قرون منذ ما قبل التاريخ وإلى عقود القرنين الأخيرين .. كما كانت الحربين العالميتين الاولى والثانية آلية أفرزت تغولا وتسلطا تسبب في تشتيت الامم والشعوب إلى دويلات تفصل على مقاسات استراتيجية أعتمدت للتحكم بالأمس والحاضر في افق استبداد الغد للتلاعب بالمصالح الاصيلة للدول والشعوب باعتماد قاعدة ” فرق تسد ” وإشعال النزاعات والصراعات الحدودية وفبركة “الانفصال” ونشر التمييز العرقي و ثقافة الكراهية والتعصب الاعمى والتكفير بين الاديان والمذاهب والطوائف والقبائل ..؟؟، وتحويل القراصنة والميليشيات الى مشاريع دويلات ومؤسسات يرهبون بهم الناس بدعمهم واحتضانهم ظانين أنهم شعوب “مختارة ” متجاهلين بمنطق إبليس الذي يتحدى إراد الله وغايات الخلق : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ سورة الحجرات ..
لقد حل وقت التصحيح والتغيير لإخراج العالم من دوامة الاستبداد والفوضى الممنهجة المخطط لها والمدعمة بسياسات بعض الدول التي تسمى “عظمى” ومن يسير في فلكها والتي تمرر وتفرض في المنتديات الدولية ما يدعم توجهاتها ومطامحها .. لهذا على الأمم بالعالم أن تتحد فعليا ل :
– نقض المخططات و الاتفاقيات المعلنة والسرية والمعاهدات* التي اعتمدت في تقسيم العالم إبان أزمنة الاحتلال المباشر والناتجة عن الحربين العالميتين ، ووقف كل الترتيبات التي تصاغ وتهيأ بين قوى مصالحية عالمية غايتها تحويل مناطق استراتيجية إلى فضاءات نفوذ واستقواء وتحكم بغطاء ومبرر أمنهم القومي الذي لن يتوقف إلا بعد أن تحتل الأرض برمتها من طرف قوة وقطب وحيد أو توزيعه بين قطبين متشابهين في غاياتهم ومختلفين في سياساتهم ومواقفهم الخاضعة لمصالحهم الضيقة التي تتعارض مع وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الانسان وتتناقض مع المبادئ الانسانية المشتركة ثقافيا ودينيا ومجتمعيا …
إن اعتمادهم الإبقاء على احتلال مباشر في بعض المناطق وتعمد جعله غير مباشر في أخريات الغاية منه ضمان استمرار الاستغلال بالسيطرة على دول ومناطق ومنظمات بالعالم لتكريس واستدامة سلب إرادة الشعوب واحتكار ثرواتها و..
– إعادة صياغة مواثيق الامم المتحدة والقرارات المؤطرة لها على أسس عادلة ترتكز على الاستقلالية التامة والمساواة والتدبير والعمل المشترك لكل الدول بما ييسر ويسهل توحيدها على قاعدة رابح رابح ومنهج التشارك والتعاون والتكامل البناء في كل المجالات لتحقيق عدالة اجتماعية واقتصادية وكرامة بمقاييس موحدة عالميا وترابيا وميدانيا على مستوى كل دول و قارات العالم ..
– لايمكن ضمان حقوق الانسان دون ضمان حقوق دول العالم بالأمم المتحدة .. وتتحمل الدول التي تمتلك حق الفيتو المسؤولية الرئيسية بكل تمظهراتها في كل ما يحصل من اختلالات وتجاوزات في الشرق الاوسط والعديد من بؤر التوثر ،، إنهم من صنع بؤرا وكيانات تتسبب في الرعب والاضطراب وعدم الاستقرار وتعطيل الحلول والتسويات الحقيقية ..
إن الإصلاح المرتكز على الأنسنة المحقق لكرامة كل أهل الأرض يحتاج إلى جرأة عاقلة وعادلة لطي صفحة الحروب والفتن واللااستقرار ووقف فبركتها و دعمها ..
(*) لأحتنكنَّ : ” لأستأصلنَّ و أستميلنَّ بالإغواء و الضلالة. أو لأقودنَّهم كيف شئت.“.. احتنك الجراد الأرض، أي: استولى بحنكه عليها، فأكلها وستأصلها.. / عن قاموس المعاني
(*) اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا – اتفاق 1884 / 1885بألمانيا لتقسيم إفريقيا بمشاركة عدة دول اوروبية وبحضور امريكا كمراقب ،وتركيا ..إلخ
تارودانت :الإثنين 16 أكتوبر 2023.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News