الرأيالمغرب اليوم

الزليج المغربي بين الإبداع الأصيل والادعاءات الزائفة

  • بقلم: حسن كرياط//

كشفت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عن الشعار الرسمي لكأس إفريقيا للأمم 2025، والذي استلهم تصميمه من فن الزليج المغربي الأصيل. هذا الإعلان أثار موجة من الانتقادات الغريبة في وسائل الإعلام الجزائرية، التي ادّعت بأن الزليج المغربي يعود في أصله إلى الجزائر، دون تقديم أي دلائل أثرية أو تاريخية تُثبت هذا الادعاء.

تأتي هذه الحملة في سياق ادعاءات مشابهة، حيث سبق للإعلام الجزائري أن حاول نسب القفطان والكسكس المغربي إلى الجزائر، بل وصل الأمر إلى حد الادعاء بأن جبل توبقال، أعلى قمة في شمال إفريقيا، يقع ضمن الأراضي الجزائرية! هذه الادعاءات، التي تبدو أقرب إلى الخيال، تروج لها وسائل الإعلام الجزائرية بشكل ممنهج، محاولة صرف نظر الرأي العام الجزائري عن قضاياه الحقيقية والمصيرية من خلال فبركة قصص واهية.

بالعودة إلى الزليج المغربي، فهو فن تقليدي مغربي أصيل حاز على اعتراف دولي من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو). يعود تاريخ هذا الفن إلى قرون خلت، وتحديداً إلى عهد الدولة المرابطية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، ليزدهر لاحقاً في فترة حكم الموحدين والمرينيين. ومع ذلك، تحاول الجزائر نسب هذا الإرث المغربي العريق إلى نفسها، رغم افتقارها لأي معطيات تاريخية أو ثقافية تدعم هذه المزاعم.

من المؤسف أن تكون هذه الادعاءات انعكاساً لحالة الفراغ الثقافي والتاريخي الذي تعاني منه الجارة الشرقية، التي لا تزال تُعتبر امتداداً للنفوذ الفرنسي، تسعى جاهدة لخلق هوية تاريخية وهمية تعتمد على تزييف الحقائق. هذا الواقع يجعلها بعيدة عن روح حسن الجوار والقيم المشتركة التي تجمع شعوب المنطقة.

في المقابل، يظل المغرب، المملكة العريقة ذات التاريخ الضارب في عمق الزمن، رمزاً للتعايش والانفتاح، وموطناً للهوية الثقافية الغنية والمتنوعة. فالمغرب، بفضل سياسته الحكيمة ورؤيته الواضحة، يظل بلد الشرفاء ومهد الحضارة، شاهداً على تاريخ حافل ومشرق، لا يحتاج إلى تزييف أو ادعاءات.

أفلا تعقلون؟

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى