الزربية الواوزكيتية أم الزربية الواوكيتية، وشقيقاتها من المنسوجات الصوفية
لم يتحدث الذين تناولوا المنسوجات الصوفية لايت واوزݣيت، إلا عن الزربية، انسياقا منهم مع ذهنية السوق والتسويق. وذلك لأن مقولة “زربية لواوزݣيتية”، قد عرفت وانتشرت بين تجار الزرابي، أساسا، في سوق الدلالة، المختص في بيع وشراء المنسوجات الصوفية، بمراكش. وذلك لأهمية الزربية، وكثرة تداولها، لوجود الطلب عليها، بسبب مكانتها في تفريش البيوت، وتزيينها.
وهكذا بقي اسم الزربية الواوزݣيتية (زربية لواوزݣيتية) طاغيا؛ وانساق الذين اهتموا بمجال المنسوجات الصوفية، مع لغة السوق، فراحوا لا يتحدثون، من بين هذه المنسوجات، إلا عن الزربية، سواء منهم من ينتمون إلى الإدارة الوطنية المسؤولة عما يسمى ب ” الصناعة التقليدية”، أو مختلف المهتمين بموضوع المنسوجات الصوفية، على اختلاف مستوياتهم، ومداركهم.
وبذلك بتر رحم العلاقة بين الزربية الواو ݣيتية، وبين شقيقاتها من المنسوجات الصوفية، فيتمت وغربت.
وقد غلبت ذهنية السوق، ولغته، بسبب القصور المعرفي عند أغلب من خاضوا في الموضوع، من جهة، ولعدم معرفة أغلبهم ببيئة أيت واوزݣيت، التي هي مهد هذه الزربية وموطنها، ومن ثمة عدم معرفتهم بمختلف أنواع المنسوجات الصوفية، لايت واوزݣيت.
وإذا كان هذا الخطأ المعرفي متداولا، وشائعا، حتى وقتنا الراهن، مع أنه يمثل خللا معرفيا، وإساءة إلى جزء من تراثنا الفني الثقافي والحضاري؛ فمن يتحمل مسؤولية ذلك؟
إن الرؤية الموضوعية في الجواب عن هذا التساؤل، تشير إلى الوزارة الوصية على ما يسمى عندها ب “الصناعة التقليدية”؛ فموظفوها الذين لهم علاقة مباشرة بالموضوع، هم من كرسوا خطاب ” الزربية الواوزݣيتية”، المتداول في السوق، دون تمحيصه، وتصحيحه، بعدم تفريد الزربية، وربطها بشقيقاتها من المنسوجات الصوفية.
ويمكن أن يعود سبب ذلك إلى قصور معرفي، كما يعود إلى عدم وجود استراتيجية علمية ومعرفية في التعامل، ليس مع موضوع المنسوجات الصوفية الوطنية، عموما، (الزربية الواو ݣيتية، الزربية الرباطية، إلخ…)، ولكن مع مجموع الموضوعات التي تدخل في دائرة اهتمام الوزارة المكلفة ب “الصناعة التقليدية”.
وذلك لأن هذه الوزارة لا تدير القطاع الذي تشرف عليه، على ضوء استراتيجية علمية ومعرفية محددة، على حد علمي. وهكذا يبقى الميدان متروكا للمبادرات، والتصرفات الفردية، التي تكون ظرفية، في غالب الأحيان.
وهناك قطاع آخر له نصيبه من مسؤولية ترويج خطاب غير علمي، وغير دقيق، حول مكون هام من مكونات تراثنا الفني الثقافي، حين يتحدث عن زربية أيت واوزݣيت، وحيدة، يتيمة، وكأنها لقيطة، ولا أسرة لها؟!…، ومن البديهي أن القطاع المقصود هو وزارة الثقافة، التي من المفروض أن تكون لديها استراتيجية ثقافية وطنية، لا تقف عند حدود مؤسساتها، ولكن تمتد للإشراف على كل ما له علاقة بالثقافة في الوزارات الأخرى، للعمل على ترشيده.
وتبقى مسؤولية المثقفين والمتنورين المهتمين بهذا المكون من تراثنا الفني والثقافي قائمة.
ومن المؤسف أن المهرجان الذي يقام بتازناخت، التي هي مركز المنسوجات الصوفية لايت واوزݣيت، الذي تلتقي فيه عدة أطراف، يكرس، من جانبه، خلل التسمية الذي أشرنا إليه، حيث أنه يقام باسم ” مهرجان الزربية الواوزݣيتية” (؟!)، وقد آن الأوان ليقوم المعنيون المباشرون بهذا المهرجان، بتصحيح الخلل المذكور.
وتحت وطأة اللغة الرائجة في السوق، المكرسة من مختلف الأطراف المعنية، جاءت تسمية تعاونيات المنسوجات الصوفية، باسم تعاونيات الزربية الواوزݣيتية، لتكرس، من موقعها خلل التسمية، آنف الذكر.
فمتى تبادر الأطراف المعنية بتصحيح خلل تسمية هذا الموروث الفني الثقافي، لتعيد وصل الرحم بين زربية أيت واوزݣيت، وشقيقاتها من المنسوجات الصوفية؟
- مراكش / محمد فرح
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News