الرقاة والرقية الشرعية والأمراض النفسية: استغلال الجهل وضعف الفهم في المجتمع المغربي
- بدر شاشا //
لا ننسى ماوقع لكثير من الفتايات والنساء، كم من فتاة صدقت وامرأة جاءت لتتعالج فكانت ضحية لممارسة الجنس ومستغلة باسم إخراج الجني وبيع كلام الله بأثمنة خيالية وليس الجميع معمم.
في المجتمع المغربي، تتزايد المخاوف المتعلقة بالأمراض النفسية، حيث يعتقد الكثيرون أن هذه الأمراض ناتجة عن السحر. هذا الاعتقاد قد يؤدي بالعديد من الأفراد للجوء إلى الرقاة الذين يزعمون قدرتهم على علاج السحر والمشكلات الروحية. إن هذه الظاهرة تعكس حالة من الضعف في الفهم الديني وغياب الوعي الصحي.
يستغل بعض الرقاة هذا الضعف ويقومون بفرض أسعار مبالغ فيها على خدماتهم. فالكثير من الناس، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، ينفقون أموالاً طائلة على علاجات وهمية، مثل وصفات تتضمن مليون سنتيم.. عشبة أو غيرها من الوصفات غير المدروسة . إنهم يسلبون الأموال تحت ذريعة المعالجة، مما يفاقم من وضعهم النفسي بدلاً من تحسينه.
للأسف، هؤلاء الرقاة غالبًا ما يستفيدون من الجهل السائد ويستغلون مشاعر القلق والخوف لدى الأفراد. في كثير من الأحيان، يشعر الشخص الذي يعاني من مشكلة نفسية باليأس ويبحث عن أي حل، مما يجعله عرضة للاصطفاف في صفوف هؤلاء المحتالين. هذا الاستغلال ليس فقط غير أخلاقي، بل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة النفسية للفرد، إذ تتزايد مشاعر العزلة والقلق.
من المهم أن نفهم أن الأمراض النفسية ليست شيئًا يمكن علاجه بالسحر أو الطقوس، بل تحتاج إلى العلاج الطبي النفسي. يجب على الأفراد البحث عن المساعدة من مختصين في الصحة النفسية، حيث يمكنهم تقديم العلاج المناسب والدعم النفسي اللازم. التوعية حول الصحة النفسية وفهم طبيعتها يمكن أن يساعد في تقليل وصمة العار المرتبطة بها ويعزز من قدرة الأفراد على طلب المساعدة.
إن التعامل مع هذه القضية يتطلب تعزيز التعليم والتوعية في المجتمع حول أهمية الصحة النفسية. يجب أن ندعم الجهود المبذولة لتغيير المفاهيم الخاطئة وتعزيز الفهم الصحيح للطب النفسي. من خلال ذلك، يمكننا أن نساعد الأفراد على التخلص من المعتقدات الخاطئة والبحث عن الدعم المناسب، مما يسهم في تحسين صحتهم النفسية والحياتية بشكل عام.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News