الثقافة

الدارالبيضاء: وفاة الممثلة أمينة بركات

بكل أسى و حزن ينعي مسرح البدوي الفنانة أمينة بركات أو أمينة بارحال و هو إسمها الأصلي و التي إكتشف موهبتها عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي عندما إلتحقت بمركز تكوين الممثل لمسرح البدوي سنة 1965 و تتلمذت على يد كل من الأستاذ عبدالقادر البدوي و الأستاذ عبدالرزاق البدوي و قدمها مسرح البدوي بإسم فني هو أمينة بركات في مجموعة من إنتاجاته المسرحية والتلفزيونية أبرزها:

  • مسرحية وصية الثعلب
    الحلقة فيها و فيها
    راس الدرب
    اوليدات الزنقة
    المجنون
    سهرة مع تشيخوف
    البخيل

كما قدمها في أعماله التلفزية منها سلسلة نافذة على المجتمع،الطعام لكل فم،نماذج بشرية و من قضايا رمضان .
و شاركت الراحلة مسرح البدوي في العديد من الجولات المسرحية داخل المملكة وخارجها خاصة في جولاته بالجزائر و ليبيا .

كما أنها إلتحقت كعضوة في أول نقابة فنية مهنية بالمغرب والتي أسسها أستاذها عميد المسرح المغربي الأستاذ عبدالقادر البدوي رحمه الله سنة 1978 تحث اسم “النقابة الوطنية لرجال المسرح”والتي تعرضت للإجهاض لأسباب سياسية طبعت تلك الفترة القاتمة من تاريخ المغرب.

و كان لهدم المسرح البلدي بمدينة الدارالبيضاء سنة 1984
و مجموعة من المسارح و قاعات السينما عبر ربوع المملكة بعد تفكيك النقابة تأثير كارثي على الصناعة الثقافية الوطنية وعلى الإنتاج الفني و المسرحي الوطني عامة و البيضاوي خاصة، و انعكس ذلك على مختلف الفرق المحترفة بما فيها مسرح البدوي.

وعلى وضعية المسرح المغربي وعلى وضعية الفنانين المحترفين الذين بدأوا يتساقطون في ظروف اجتماعية كارثية مما اضطر الكثير منهم إلى الإعتزال و إلى الهجرة خارج الوطن.

و هكذا تم تشكيل نخبة ثقافية و فنية “معاكسة” لملأ “الهوة الثقافية”على المقاس المطلوب للوبيات الفرنكوفونية التي تولت منذ ذلك الحين إدارة الشأن الثقافي و الفني المغربي في إهدار صريح لكل المكتسبات النضالية لجيل المقاومة و الإستقلال.

هاجرت أمينة بركات مثل العديد من الفنانين المحترفين “المحبطين” في أواخر الثمانينات و تحولت من نجمة متألقة في عروض مسرح البدوي على خشبة المسرح البلدي بالدارالبيضاء إلى نادلة في أحد مقاهي الأحياء الهامشية بباريس في فرنسا التي جاء أبناؤها لإعتلاء مسارح المغرب و سينما المغرب و لقيادة الشأن الثقافي الوطني بمنظور فرانكفوني يستهدف ما تبقى من مشروعنا الثقافي المغربي و يستهدف مقومات الهوية الوطنية عبر اغتيال الذاكرة الثقافية المغربية .

رحم الله الفنانة الجميلة أمينة بركات و أسكنها فسيح جناته.إنا لله وإنا إليه راجعون..

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى