
الحسنية وأسطورة سيزيف .. ما أقوى المرسل، وما أضعف المتلقي..
جمهور الحسنية حمل على اكتافه سنون طوال هذا الفريق، صاحبه في السراء والضراء، في التنقل، في العطاء بلا توقف، في السجون والاعتقالات، في أحلك الاوقات.
اليوم أبى إلا أن يبعث رسالة قوية مفادها أنه ليس قدرا سرمديا، أن يعيش بلا إنعتاق؟! ولا ألقاب؟ ! ولا بطولات؟ ولا إنجازات؟! .
لا يمكن أن يستمر هذا الجمهور في مطاردة الاخفاقات والنكسات، وهو يحمل تلك الصخرة الكبيرة إلى أعلى الجبل، لتدحرج من جديد إلى الأسفل عبر مسيريين أقزام، بلا رؤية! ولا تصور كروي! رغم الإمكانات، ولا تاريخ كروي لهم! ولا علاقة لهم بفلسفة وفهم كرة القدم! لا من قريب ولا من بعيد.
إن عقوبة سيزيف بشكل دقيق وموجز هو تجسيد للعقاب الأبدي وغير المجدي، حيث يدفع صخرة ضخمة إلى أعلى التل لتتدحرج مرة أخرى إلى الأسفل، مرارًا وتكرارًا، إلى الأبد. هذه الأسطورة اليونانية القديمة ترمز إلى فريق الحسنية هذا الممثل الكبير لجمهور سوس والجمهور الامازيغي الإنسان الحر الذي يعشق البطولات والإنجازات والأداء العالي والكرة الحقيقية التي إختفت نهائيا.
1- انها العبثية: تكرار العمل بلا هدف أو نهاية.
2- انها المعاناة الأبدية: عقاب لا يتوقف ولا يجلب أي إنجاز.
لقد ألهمت أسطورة سيزيف العديد من الفلاسفة والكتاب، أشهرهم ألبير كامو في مقاله “أسطورة سيزيف”، الذي تناول فكرة العبثية وكيف يمكن للإنسان أن يجد المعنى في حياته على الرغم من عدم وجود معنى.
وهذا ما فعله جمهور الحسنية بالأمس في مقابلة مصيرية حضر فيها كل شيء الا فريق مثخن بالجروح، ومكتب مسير ضعيف، يجيد اللغو والصور لا الكرة.
(يحضرني هنا فوزي لقجع: الأمازيغي اليزناسي البركاني، وهو عريف بالكرة، لعب الكرة، ومارس الكرة، ويفهم الكرة واقتصاد وثقافة وفلسفة الكرة). لاشيء باقي من الفراغ كما هو الخال بالنسبة للحسنية منذ اخر بطولتين…
أتمنى نهاية هذه العبثية والمعاناة وبناء مكتب وفريق، ممن يجيدون ويفهمون الثقافة والإقتصاد والاستثمار الكروي والاسلوب الكروي.
انتهى زمن السمسرة! والتبزنيس في الفريق. فما أقوى الرسالة وما أضعف المرسل اليه هنيئا لنا بجمهور الترا يمازيغن اوعى من المسير.
ذ:رشيد فاسح

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News