الجمعية المغربية لطب الأطفال: استهداف الأطفال والنساء والشيوخ ومهنيي الصحة هو جريمة حرب مكتملة الأركان
- بقلم : بهيجة حيلات//
أفادت الجمعية المغربية لطب الأطفال، والجمعيات الجهوية لأطباء الأطفال، ومختلف جمعيات أطباء الأطفال في المغرب، في بلاغ لها صادر بتاريخ 18أكتوبر 2023 بالدار البيضاء، أنها تابعت بصدمة بالغة وألم كبير وقلق شديد التطورات الخطيرة التي تشهدها غزة، بسبب الهجمات العسكرية المتواصلة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي بات يستهدف المدنيين، أطفالا، شبابا، وشيوخا، نساء ورجالا، مما تسبب في سقوط آلاف الشهداء طيلة الأيام الفارطة، وعوض أن يتم الاستماع إلى صوت العقل والحكمة فقد اكتست هذه الهجمات مؤخرا وحشية أكبر باستهداف وقصف مستشفى المعمداني، وهو الاعتداء الدموي الذي أدى إلى استشهاد حوالي 500 شهيد، من الجنسين ومن مختلف الأعمار.
وجاء في نص البلاغ أن الجمعية المغربية لطب الأطفال وباقي الجمعيات الشريكة، وعلى إثر هذا التصعيد الذي يتنافى وكل القيم والأعراف الإنسانية، ويتناقض مع مقتضيات القوانين الدولية، التي تدعو إلى حماية المدنيين عموما، ومهنيي الصحة خصوصا، خلال الحروب والأزمات المختلفة، تعلن للرأي العام الوطني والدولي، ومن خلالهما الجمعيات المهنية والعلمية والطبية العاملة في مجال الطب بشكل عام وتلك المتخصصة في طب الأطفال تحديدا، أنها “تتقدم بداية، بأحر التعازي الصادقة إلى اخوانها في فلسطين الشامخة والصامدة، متمنية من الباري عز وجلّ أن يتغمّد الشهداء الذين انتقلوا إلى جواره برحمته الواسعة، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم أسرهم الصغيرة وأسرتهم الكبيرة، وكل من تألمّ لمشاهد القتل والدمار، عظيم الصبر والسلوان، من الله سبحانه وتعالى أن يعجّل بشفاء المصابين، وأن ينعم على هاته الأرض الطيبة والمباركة بالأمن والسلام”.
وأشادت الجمعية المذكورة بالمجهودات التي يقودها أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بوصفه رئيسا للجنة القدس، “من أجل الحث على وقف جميع أعمال العنف وتفادي كل أشكال التصعيد التي تقوّض فرص السلام بالمنطقة، مع التأكيد على العودة إلى طاولة الحوار والتوصل إلى حلّ سلمي شامل ودائم للقضية الفلسطينية، على أساس الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليا”.
ونددت الجمعية باستهداف المدنيين، وعلى رأسهم الأطفال والنساء والشيوخ، إلى جانب مهنيي الصحة، الذين يقدمون الإسعافات والعلاجات ويسهرون على التكفل بالمصابين، الذين باتوا جميعا معرضين لنيران الجيش الإسرائيلي، وهو “ما يعتبر جريمة حرب، لأن الأمر يتعلق بخرق سافر لمقتضيات اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولين الإضافيين، والتي من بين ما تؤكد عليه، أنه يتعين معاملة الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في العمليات العدائية معاملة إنسانية، ويتعلق الأمر بأفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، والأشخاص العاجزين عن القتال، خاصة الأطفال والنساء والمسنين والمرضى وغيرهم، حيث يمنع في هذا الإطار الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب، والاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة، بل وخلافا لذلك فإن هذه الاتفاقيات تنص على جمع الجرحى والمرضى والاعتناء بهم، وأن تشمل حماية المدنيين الأفراد الذين يحاولون مساعدتهم، خاصة عناصر الوحدات الطبية والمنظمات الإنسانية أو هيئات الإغاثة، التي توفر اللوازم الأساسية مثل الأكل واللباس والإمدادات الطبية”.
وأكد البلاغ أن “الأطباء ومن خلال قسمهم، لن يدخروا جهدا، في كل المواقف والشدائد، تحت نيران القصف وغيره، هم وكافة مهنيي الصحة، من أجل بذل الرعاية الطبية لمن هم في حاجة إليها، ولن يتوانوا في إسعاف وإنقاذ كل من هم في حاجة إليهم، لأن مهمتهم الرئيسية هي صون حياة الإنسان، في كل الظروف والأحوال”.
وتحذر الجمعية المغربية لطب الأطفال في هذا الإطار من كل استهداف لهم، أكان ماديا أو معنويا، وتنبّه لخطورة التقتيل الممنهج الذي تعتبر مذبحة مستشفى المعمداني أحد سيناريوهاته القاتمة، التي تسعى لكي يصاب قطاع الصحة في غزة بالسكتة القلبية”. داعية المنتظم الدولي، والمؤسسات الأممية المختلفة، التابعة للأمم المتحدة، للتدخل العاجل، من أجل رفع الحصار عن غزة ووقف المذابح التي تقترف في حق الفلسطينيين، والعمل على إمدادهم بالماء والغذاء والدواء، والحث على تطبيق القوانين المدبّرة للأزمات، التي يجب الحيلولة دون انتهاكها وتجاوزها، لأن في ذلك إهانة للعالم أجمع، وتبخيس لكل المواثيق الإنسانية والحقوقية.
واختتمت الجمعية المغربية لطب الأطفال بلاغها بالتأكيد على أنها تتدارس رفقة الجمعيات والمنظمات الشريكة كل أشكال التضامن الممكنة مع الشعب الفلسطيني، ومع مهنيي الصحة الفلسطينيين، وبتنسيق مع المؤسسات الرسمية المختلفة، في انسجام تام، مع مواقف المملكة المغربية الشريفة اتجاه القضية الفلسطينية.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News