الرأيالمغرب اليوم

الجزائر ودبلوماسية ” الڨيدورات “..

قبل سنتين وهي دقيقتين في الفعل الدبلوماسي الرزين تابعنا جميعاً استقبال بن طبوش بالسجاد الاحمر بتونس على هامش قمة ” تكاد 8″ وكتبت حينها مقالاً ذات الصلة بالحدث أستعير منه هذه الفقرة :

( هو – أي قيس – آدميّ وآليّ ومتحكّم فيه عن بعد.. من طرف من يعتقد أن مرور بن بطوش فوق السجاد الأحمر سيؤدي إلى مقعد بالأمم المتحدة.. والحال أن هذا المرور هو آخر الظهور لهذا الممثل فوق مسرح الأحداث بشكل نهائي).

ولم تصل قمّة تيكاد 9 باليابان حتّى طوي السّجاد الاحمر التونسي داخل الحقيبة الدبلوماسية الجزائرية نحو طوكيو كأي مادة محظورة وممنوعة بل أصبح حالتها كحالة تلك الأفعى التي تقول الأسطورة أنها طردت من الجنة، لأنها حاولت إدخال إبليس إليها في قوائمها التي كانت تشبه قوائم البعير…

كمافي تفاصيل الفيديو الذي وثّق ما يشبه استنطاق المتسلّل بسحنة صحراوية :

(١- من أنت؟!
٢- انا صحراوي
٣- هل انت مدعوّ إلى الإجتماع اليوم وهل لديك ببانات عن ذلك
٤- سنتحدّث في الموضوع لاحقاً..)

هذا الإستنطاق القصير الذي بثّ على المباشر بإحدى القنوات اليابانية المكلفة بتغطية يوميات أشغال القمّة بقدر ما خلقت ردّة فعل سلبية لدى الشعب الياباني اتجاه النظام الجزائري باعتبار هذا السلوك المافيوزي فيه قلة احترام وتقدير لدولتهم ولضيوفهم من الأفارقة..

فيه ايضا قمة الإهانة والذل والتحقير لهؤلاء الصحراويين المحتجزين بتيندوف عبر هذه البهدلة والتشويه الذي تعرّض إليه هذا الطفيلي داخل قاعة الإجتماع.. بدءاً بتحديد هويته.

من أنت..
هذا السؤال لا يطرح إلا على شخص مجهول الهوية…
وحين يطرح على شخص حامل للشارة ( البادج) تسمح له بالدخول فلا تفسير لذلك إلا كون انك معروف ومكشوف كأي لص يختفى وراء هوية أخرى..

لذلك كان جوابه أنا صحراوي..عوض انا جزائري كما في الشارة فوق صدره.. وفي كلتا الحالتين لاحديث عن ممثل وسفير للدولة الصحراوية الوهمية كما ادّعى بن قرينة الكذّاب النّباح قبل يومين والذي سكت عن الموضوع مباشرة بعد توالى فيديوهات الفضيحة والتوريط لنظامه العسكري العبيط..

هي المشاهد بالصوت والصورة التي غطّت على اشغال قمة تيكاد 9 بطوكيو واصبحت حديث الساعة في اغلب القنوات الإخبارية العالمية ومادة للسخرية والتنكيت في منصات السوشيال ميديا وغيرها خصوصا هذا الابتكار الجزائري الجديد تحت اسم دبلوماسية ( (الڨيدورات).

هي مشاهد ايضاً تخفي هذا الفخّ المغربي الذي فُكرّ فيه بهدوء كالعادة وإخراجه بكل حرفية وإتقان كي يعرف العالم ان العسكر الجزائري هو اصل هذا النزاع حول اقاليمنا الجنوبية.. والمعرقل الأبدي لاي حل أممي لحد الآن.. وهي ما تحمله صورة الانقضاض الوحشي للحارس الامني الجزائري على ممثل المغرب بعد فضح وضعية التسلل.

تلك الصورة الوحشية التي ستبقى في ذاكرة القمة بكل ما تحمله من إهانة لدولة اليابان.. ولمنطمة الاتحاد الافريقي ولمقرارته التنظيمية وللشعوب الافريقية بشكل عام..

بل نحن امام نازلة قانونية بصيغة التمرد والعصيان ضد قرار للاتحاد الإفريقي القاضي بحصرية المشاركة في هكذا لقاءات وشراكات في الدرل المعترف بها من طرف الامم المتحدة.

ولا شك ان هذه النازلة ستكون موضوع نقاش في القادم من الاشهر وسط دواليب الاتحاد الإفريقي دفاعا عن سمعته ومصداقية قرارته وتحصينها بإجراءات ردعية تضع حدّاً لمثل هذه السلوكات والمشاهد البلطجية بطوكيو..

واعتقد ان الحقيبة الدبلوماسية الجزائرية في قمة تيكاد 10 ستكون فارغة من ملفّها الوحيد.. وتلك الايام بيننا..

بيننا وببن حالة هؤلاء المرشحين الثلاث في الانتخابات الرئاسية بالجزائر بحيث لم يبق لهم إلاّ التضرّع إلى الله طالبين منه أن تختفي المملكة المغربية من الخريطة ذات صباح بعد هذا العداء المزمن التى رافق كل خرجاتهم الانتخابية.

وعلى رأسهم هذا الرئيس المكرر تبون الذي أقسم على قيام الدولة الصحراوية بوهران اول امس قائلا :

( إذا تخلينا عن الشعب الصحراوي كأننا تخلّينا عن جلدنا).

هو تبون رمز نظام مستعد للانتحار من اجل الانتصار
إليه وإلى رمزيته نقول : ” الحيّة التي لا تغيّر جلدها تموت”.

أيها المؤمنون صلاة الجنازة
جنازة جمهورية الوهم وعصابة الكفيل

بقلم يوسف غريب: كاتب وصحفيّ

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى