الرأيالعالم اليوم

الجزائر تغرّد خارج السرب الدولي…وتتمسك بخطاب تجاوزه الزمن..

  • بقلم: حسن//

في تحوّل لافت، خرجت وزارة الخارجية الجزائرية ببيان جديد، أعاد إحياء خطاب تقادم بمرور الزمن، متشبثًا بمفهوم “تقرير المصير” الذي طُوي ملفه منذ سنوات داخل أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. هذا البيان جاء بعد التصريح الواضح والصريح لوزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الذي أكد أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي الحل الوحيد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء.

اللافت في موقف الجزائر أنها، ورغم نفيها المتكرر لأي دور مباشر في النزاع، عادت لتعبر صراحة عن موقف يعاكس المسار الأممي الذي يعترف بدورها كطرف رئيسي في النزاع، خاصة منذ انطلاق مفاوضات “الموائد المستديرة” التي أطلقها المبعوث الأممي الراحل هورست كوهلر. قرارات مجلس الأمن المتعاقبة (2602، 2654، 2703، 2756) كانت واضحة في تحميل الجزائر مسؤولية استئناف العملية السياسية.

البيان الجزائري، الذي جاء بصيغة دفاعية، يعكس ارتباكًا في الموقف الرسمي، خاصة في ظل التأكيد الأمريكي-الفرنسي المشترك على أن الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والوحيد القابل للتطبيق. هذا الموقف يحظى بدعم متزايد داخل المجتمع الدولي، في مقابل رواية جزائرية تبدو اليوم معزولة دبلوماسيًا.

ورغم انضمام الجزائر لمجموعة “بريكس”، في خطوة سوقت لها كنجاح دبلوماسي يعكس “الهيبة والوزن الدولي”، حسب تعبير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلا أن هذا الانضمام لم يغير من حقيقة التوافق الدولي حول مقترح الحكم الذاتي، بل زاد من تسليط الضوء على التناقض في المواقف الجزائرية.

يُذكر أن سنة 2025 تحمل رمزية مزدوجة: مرور نصف قرن على حدث المسيرة الخضراء، وعشر سنوات على إطلاق النموذج التنموي الجديد في الأقاليم الجنوبية، وهو ما يعزز من زخم المقترح المغربي وواقعيته، في مقابل طرح بات خارج حسابات المنتظم الأممي.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى