الرأيالعالم اليوم

الجزائر تغذي وهماً انفصالياً جديداً لضرب استقرار المغرب

  • بقلم: حسن كرياط//

في خطوة تعكس حالة التخبط السياسي والاستراتيجي التي يعاني منها النظام العسكري الجزائري، نظمت الجزائر مؤتمرًا تحت عنوان “يوم الريف” بتاريخ 23 نوفمبر 2024، بحضور شخصيات هامشية أبرزها يوبا الغديوي. تهدف هذه التحركات، التي تفتقر إلى أي دعم شعبي أو سياسي، إلى زعزعة استقرار المغرب ووحدته الوطنية عبر الترويج لمشروع انفصالي هش لا يجد صدى لدى المغاربة.

يوبا الغديوي، الذي يفتقد لأي تأثير سياسي سواء داخل منطقة الريف أو بين المغاربة في الخارج، يُعد شخصية مثيرة للجدل. تلاحقه سمعة سيئة ترتبط بعلاقاته المزعومة بشبكات تهريب المخدرات، ما يجعله واجهة ضعيفة لمشروع يفتقر إلى المصداقية. خلال المؤتمر، استغل الغديوي الفرصة لمهاجمة المغرب، مدعيًا وجود “إبادة ممنهجة” في الريف ومطالبًا بجعل المنطقة “آخر مستعمرة في إفريقيا”. إلا أن هذا المشروع لا يحظى بأي قاعدة جماهيرية تُذكر؛ حيث لا يتجاوز عدد أعضاء حزبه، الذي تأسس في بروكسل عام 2023، بضعة أفراد. ويبدو واضحًا أن سكان الريف يرفضون بشدة أي محاولة لاستغلال تاريخهم وقضيتهم الوطنية لأهداف مشبوهة.

وصل التصعيد إلى ذروته عندما دعا الغديوي إلى التنسيق مع مليشيات البوليساريو ضد المغرب، في خطوة تكشف بوضوح تورط المخابرات الجزائرية في خلق بؤر توتر جديدة شمال المغرب. وعلى الرغم من الدعم المالي والإعلامي الكبير الذي خصصته الجزائر لهذا المشروع، إلا أنه فشل في الحصول على أي تأييد شعبي داخل الريف، حيث يتمتع سكان المنطقة بوعي وطني عميق يرفض كل محاولات تقسيم المملكة.

تعكس هذه التحركات الجزائرية أزمات داخلية خانقة يعاني منها النظام العسكري، تتراوح بين ضغوط اقتصادية متفاقمة وعزلة دبلوماسية متزايدة. وبدلاً من التركيز على التعاون الإقليمي الذي يمكن أن يعود بالفائدة على شعوب المنطقة، يواصل النظام استنزاف موارده في معارك وهمية يعتقد أنها قد تؤدي إلى إضعاف المغرب أو تقسيمه.

تواجه هذه المحاولات رفضًا قاطعًا من الشعب المغربي، الذي يتمسك بوحدة بلاده، بالإضافة إلى دعم دولي واسع للمملكة. وتؤكد الحقائق التاريخية والجغرافية استحالة تحقيق هذه المشاريع الانفصالية، مما يجعلها مجرد أوهام مآلها الفشل.

إن استمرار النظام الجزائري في هذه السياسات العدائية لا يؤدي إلا إلى الإضرار بسمعته الدولية، حيث يكشف للرأي العام الإقليمي والعالمي عن ضعفه وانعدام رؤيته الاستراتيجية. يبقى مشروع “جمهورية الريف” وهمًا آخر يُضاف إلى سلسلة إخفاقات النظام الجزائري، الذي بات يعاني من عزلة متزايدة على جميع المستويات.

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى