
الجزائر: الإجماع على تمجيد الفشل والهزيمة
( فشل ترشح المغرب لعضويّة مجلس السلم والأمن الإفريقي.. لماذا هذا الخجل!؟
ولماذا هذا التعتيم المشين على حقيقة يعرفها القاصي والدّاني فقد تلقّى المخزن صفعة مدوّية من قبل الجزائر الذي نال 30 صوت في الجولة الثالثة مقابل 17صوت أغلبها كلّها رشاوي دفعها بكل سخاء ودون أيّ حياء).
تحوّلت هذه الفقرة إلى لازمة تكررت وبدون ملل في أكثر من 35 جريدة وموقع إعلامي مباشرة بعد نشرها بوكالة الأنباء الجزائرية.. بل أبدعت هذه الأخيرة في قراءتها عبر فيديو مؤثث بصور للسيد بوريطة مطأطأ الراس مع لقطات من مظاهر احتجاجات مغاربة ذات زمان وسياق..
وكما جاء في الفقرة فقد يخال للمرء بأن الأمر يتعلّق بنتائج لمقابلة رياضية بين البلدين انهزم فيها المغرب لكن العصابة هناك لم تخبر جمهورها بأن الشوط الثاني لم يلعب بعد.. بحيث تم تأجيل ذلك إلى موعد لاحق الشهر المقبل..
وهناك نجد أن العسكر الجزائري عوض ان يصرح بفشله في الحصول على ثلثي المقاعد.. والمشهد بهذه الصورة هو إجماع وطني على تمجيد الفشل عبر تسويق لانتصار وهمي عدديّ لا تأثير له بعد قرار التأجيل..
بل حاول أن يخفي الشوهة التي تعرضت لها الدبلوماسية الجزائرية وهي تترشح وحيدة دون منافس ولم تحصل على النصاب القانوني..
هذه هي الفضيحة..
وحيدا دون منافس ويفشل في انتزاع شرعية المنصب..وبلغة الطبال حفيظ الدراجي فالمنظر شبيه بذلك اللاعب العاجز عن تسجيل ضربة جزاء رغم غياب حارس المرمى.
هي رسالة واضحة من لدن الأفارقة اتجاه عصابة العسكر المنبوذة والغير مرغوب فيها بكونها مصدراً للتوثر والقلاقل مع محيطها الجغرافي الحدودي أوّلاً فكيف ان يكون مفاوضا للسلم والأمن في القارة.
هي الفضيحة التي استدعت كل هذه اللغة المنحطة البئيسة قصد توجيه الانتباه نحو نتائج عددية لا معنى لها أمام تأجيل الإقتراع..
وما دام الأمر يتعلّق بالصفعات كما هي لغة هذه العصابة فلا بأس أن نعود شيئاً ما إلى الوراء.. وبالضبط يوليوز 2002 تاريخ تأسيس الاتحاد الإفريقي التي حلت محل منظمة الوحدة الإفريقية هذه الأخيرة التي غادر ها المغرب سنة 1984.. حتى 2016 تاريخ عودته إلى الاتحاد..
ماذا فعل النظام الجزائري خلال مدة غيابنا المطلق من الساحة الإفريقية.. واين وصلت جمهورية الوهم الآن رغم الهيمنة المطلقة لعصابة على كل هياكل الاتحاد الإفريقي المصادفة لبحبوحة مالية استثنائية بخزينة الشعب الجزائري
لاشيء يذكر ما زالت جمهورية الوهم بالاتحاد كأيّ شبح.. وما زال المغرب في صحرائه قيادة وشعباً
وبمقارنة الشيء بالشيء فإن عودة بلدنا إلى داره أفريقيا كما قال جلالته فهو أقل من تسع سنوات إلى الآن استطاعت الدبلوماسية المغربية أن تحيّد الاتحاد الإفريقي في التدوال حول موضوع الصحراء المغربية الذي يبقى ملفّاً حصريا بمجلس الأمن الدولي ( قمة موريتانيا).استطاع المغرب خلال هذه المدة أيضاً منع
مشاركة الجمهورية الوهمية الجزائرية في اللقاءات الدولية ومنتدياتها وبقرارافريقي باعتبارها فاقدة لللشرعية الاممية.
خلال هذه المدة أيضا تقاطرت على مدن الصحراء المغربية قنصليات لدول أفريقية بالخصوص
كما أن المغرب خلال تسع سنوات ترأس مجلس السلم والأمن لمرتين متتاليتين ليكون شهر مارس نهاية الولاية الثالثة وساهم من موقعه هذا المساهمة في تخفيف حدة التوتر في أكثر من حدود بين الدول الإفريقية آخرها قبل اسابيع بورة البحيرات الكبرى مؤخرا.. مقابل 13 سنة للعصابة قبل عودة المغرب
تسع سنوات استطاعت دبلوماسيتنا ان تدفع العسكر نحو تهريب دولته الوهمية في حقيبة يدوية نحو قاعة المؤتمر بطوكيو
من يصفع من..؟!
ورغم هذه الدينامية الايجابية لدبلوماسيتنا لابد من التأكيد بأن المحرك الأساسي هو العمل على خدمة مصالح بلدنا لبلدنا لا غير…مع الأصدقاء كما مع الخصوم..
أما العصابة فآخر ما يفكر فيه.. فهي الخنازير.. وعلى قول المثل الانجليزي..( لاتسارع الخنزير في الوحل فتتسخ انت… ويستمتع هو)
يستمتعون باتهامنا برشوة الدول الإفريقية.. دون أن ينتبهوا إلى الصورة المتداولة عبر العالم وإلى تلك الحقائب التي حملها عناصر الوفد الجزائري باديس ابابا وبالمناسبة هو أكبر وفد وأكثر من 170 فرد بقيادة الرئيس تبون وإهانة استقباله من طرف وزير النقل وبدون عزف النشيد الوطني الجزائري.. وتذكرت موقف جلالة الملك الذي أوقف موكبه منتصف الطريق حتى يحضر الرئيس الفرنسي هولاند مع الأمين العام للأمم المتحدة لاستقباله..
هكذا يستمتعون بالوحل ولو في معارك وهميّة عادت ما تتلاشى كخيط دخان لكونها مركزة في ذلك على مجاراة النجاحات المغربية، عوض البحث عن إيجاد حلول لارتباكها وعجزها عن تسوية ازماتها الدبلوماسية مع محيطها أوّلا ومع أكثر من دولة آخرها سوريا اليوم..
أما المغرب الذي انتقل من الجلوس على مقعد العائد إلى النهوض والتحرك بمنطق الفاعل لا يسعى إلى اكتساب القيادة في إفريقيا بل يسعى إلى تمكين إفريقيا من القيادة كما قال جلالة الملك في خطاب العودة إلى الديار القارية بعقلية التآزر والتعاون بين الأفارقة وفق منهج الأخوة وليس النظرة المتعالية والسب والشتم في الدول والشعوب كماهي مدرسة العصابة الجزائرية..
مدرسة الثرثارون… وكفى!؟
وفيهم قال الرسول صٓ :
( أبغضكم اليّ وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)
وكفى بالله وكيلا
- يوسف غريب كاتب صحفي

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News