
الجزائري رشيد نگاز.. كأي بهلوانيّ بساحة جامع الفنا المغربية
هي مراكش..
لا تحتاج إلى الكتابة عنها اليوم كما في التاريخ قبل الجغرافيا.. ويكفي فخراً لمنظمة اليونسكو ترتيب جزء منها منذ 1997 كتراث شفويّ إنساني.. ساحة جامع الفنا التي يرجع تاريخها إلى عهد تأسيس مدينة مراكش سنة ( 1070-1071)
لتعرف منذ ذاك الزمن الغابر كفضاءءٍ شعبيّ للفرجة والترفيه للمحليين كما السياح بدوائر محكمة الصنع، بشكلها التلقائي تحبس أنفاس المستمع. يمتزج الضحك بتعبيرات الاغتباط، بين منصات رواة الحكايات الشعبية وغيرهم من الموسيقيين والراقصين.. والبهلواني فيها كما البائع المتجول يستثمران الحكاية، بغية استمالة الناس من أجل تقديم الصدقة بدريهمات معدودة..
هي الدريهمات أصل الفرجة هنا كما عند أي متسلّل فضوليّ نشاز متستّر بقناع جواز سفر فرنسي كي يقدم وسطنا نحن المغاربة فرجته البهلوانية لأسياده هناك..
ولم يكن هذا البهلواني سوى رشيد نگاز المعارض السابق والعميل الحالي لنظام العسكر الجزائري الذي تابع وباستغراب كبير كيف عاد إلى فنذقه سالما معافى وبدون أية مضايقة أو استفزاز من المغاربة الذين صفقوا كثيراً لتصريحاته البهلوانية التي لاتغير من حال أو أحوال تاريخ الصومعة ومن بناها منذ مئات ومئات القرون وحتى نعت بلدنا بدولة الإحتلال والطعن في المسيرة الخضراء هي أسطوانة بقدر ما أنّها لم تعد تطرب أي أحد من ساكنة العالم فما زالت هي ورقة الرضى عليك وفتح باب الإمتيازات هناك في الجزائر بل وحتى العفو من السجن كما في حالة هذا البهلواني التي تمّ إرساله عبر خطّة غبيّة يتغيّأ منها خلق ما يشابه وضعية المعتقل بوعلام صلصال باعتباره يحمل جواز فرنسي.. وبهذا التصريح البهلواني سيخلق اعتقاله أزمة مع فرنسا ومحاولة الاستثمار فيها أذرع حقوقية يسارية موالية للعسكر الجزائري عبر تمويلات مشبوهة..
هو السيناريو الغبي..
أيها الرئيس تبون الذي قال عن الكاتب بوعلام صلصال لقد ارسلوا لنا شخص مجهول الهوية ولا يعرف اباه كي ينسب تلمسان ونواحيها للمغرب واعتقلته
وأنت ارسلته لنا كي يطعن في صحرائنا دون أن نسبَّ له أو نطعن في أصله اوشرفه.. أو حتى اعتقاله وهو حق مشروع سياديّ لو كان في كامل قواه العقليّة..
لكن ولأنّ الأحمق فقط من يستطيع أن يقوم بهذا الانتحار والإقدام على هكذا هولسات فلا يستحق غير الشفقة والدعاء له في هذا الشهر الفضيل من جهة كما أن ليس من عاداتنا وتقاليدنا افرداً ومؤسسات إطلاق النار على سيارات الإسعاف.. زيادة على أن مضمون تصريحه ليس بجديد ولا تأثير له مقارنة مع سقف أكثر من نصف قرن من هذه الاسطوانة.. حتّى ان الرئيس تبّون جعلها لازمة غنائية في كل خرجاته.. ولن يجد فينا هذا الرئيس نفسه غير التصفيق حتّى ولو ردّدها وسط عاصمتنا الرباط.. فكيف بنگاز وهمّاز أو غيره..
هي حبّة دواء يومي لمرض عضال.. تلك هي الحكاية
أمّا عمق الحكاية .. ايها الاغبياء
فعميلكم السائح البهلواني المختفي وراء جنسيته الفرنسية من أجل هذا الهراء دون أن يصاب بأيّ أذىً ما هو إلاّ عربون عن دولة واثقة من نفسها بأمة جامعة على رأي قيادتها..
عربون صادق على ارتفاع المنسوب الحقوقي داخل فصائل وأركان مؤسساتنا الرسمية.. وليس عبثاً رئاسة اللجنة الاممية لحقوق الإنسان.. تماما كما هو حال تنصيب أمينة بوعياش المغربية باسم أفريقيا انتخب رئيسة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (GANHRI) الثلاثاء الماضي بقصر الأمم في جنيف سويسرا
هذا هو هو الفرق بين هشاشة نظام ما زال يعتقل شخصا من أجل تصريح عابر..
وبين عميل أحمق أراد أن يتعلّم الزلاّقة في مدينة يوسف بن تاشفين قائد معركة الزلاّقة..
فكأي بهلوانيّ يستغل مواهبه من أجل دريهمات معدودة.. وقد تكون مقابل العفو والرضى عليه من طرف العسكر كما هو حالة هذا العميل..
للأسف من سوء حظّك ان اللعبة مكشوفة..
لكن حذاري ان تعيدها مرة أخرى
فقد اعذر من أنذر
وتذكر ان الأسد يذهب وحيداً إلى المنبع..
قريباً نحو الشرق
أما قوس الصحراء فقد أغلق وإلى الأبد
يوسف غريب كاتب صحفي

تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News