الرأيالعالم اليوم

الثنائي تبّون-شنقريحة.. حرّاس الشرعية الدولية

“…. إن زيارة التي قام بها عضو من أعضاء الحكومة الفرنسية إلى الصحراء الغربية أمرٌ خطير للغاية تستدعي الشجب والإدانة على أكثر من صعيد، كونها تنم عن استخفاف سافرٍ بالشرعية الدولية من قبل عضو دائم في مجلس الأمن الأممي”.
قد يعتقد البعض عندما يقرأ هذه الفقرة أنّها صادرة عن مجلس الأمم المتحدة أو بقية مؤسساتها ذات الصلة باعتبارها الجهة الوحيدة المكلفة بإدانة الدول والأنظمة المنتهكة للشريعة الدولية وعبر مسطرة التصويت بمنطق الاغلبية.. لنكتشف نحن والعالم ان هناك دولة أخرى بقيادة الثنائي تبّون-شنقريحة تنازع الأمم في هذا الإختصاص وتصدر بباناً باسم خارجيتها تعلن فيه للعالم خطورة زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية لاقاليمنا الجنوبية التي انتهت اليوم بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات..
بل تعتبر ذلك استفزازاً للجزائر ولدورها في حماية الشرعية الدولية من الانتهاكات كلما تهاونت الأمم المتحدة في ذلك..
بهذه القراءة العبثية يمكن وصف ما صدر عن وزارة خارجية الجزائر وبهذه اللغة رغم ركاكتها توحي بأن العصابة تقمّصت دور حرّاس الشرعية الدولية
بل إن البيان تجاوز الأمم المتحدة نفسها واعتبر ان الزيارة ماهي إلاّ تحالف طبيعيّ بين قوى الإستعمار بشقّيه القديم والجديد.. فرنسا-المغرب في الوقت الذي ينظر إلى الملف دوليّاً على أنه نزاع إقليمي وباختصاص حصريّ لمجلس الأمن الدولي الذي اعتبر في قراره الأخير جدية وواقعية المقترح المغربي لحل هذا النزاع في انسحاب غير مألوف لممثل هذه الدولة العابرة للقارات..
لكن الأجمل في هذا البيان هو ان زيارة الدولة التي قامت بها فرنسا لأقاليمنا الجنوبية هي استفزاز لمشاعر وعواطف وخوالج أفراد العصابة الجزائرية التي ما زالت تحت سكرة الإنتصار الدبلوماسي على العدو المغربي في النزال الإفريقي مؤخراً باديس أبابا
بل هو مؤامرة لقوى الشر وساكنة الغرف المظلمة ضد الفرح الطفولي الذي عمّ الوفد الجزائري و من كل أجهزة الدولة بعد هزم (المغرب) بإثيوبيا وهي فكرة ورغبة وجودية لدى العصابة ولو صرف آخر دينار من خزينة الشعب الجزائري لتحقيق ذلك.
فالعصابة ليست ضد الزيارة.. بل توقيت الزيارة وهو ما يتناغم مع موقف تبون نفسه حين طلب من الرئيس الفرنسي ماكرون تأخير الإعتراف بمغربية الصحراء حتى نقوم ببعض الترتيبات الداخلية..
كان ذلك بايطاليا بعد فشل في إقناعه عن التراجع عن القرار ولمدة ساعتين من المشي كما صرح بذلك رئيس العصابة تبون في حواره الأخير مع جريدة لوبينيون الفرنسية
ساعتان من المشي.. من الفشل والإحباط وتحت وقعهما كتب هذا البيان / بلغة الهروب من الحقيقة نحو الحديث عن انتهاك للشرعية الدولية من عصابة على رأس منتهكي هذه الشرعية الدولية بتأسيس جمهورية على أراضيها والتكفل بتمويلها طيلة مدة النزاع منتصف سبعينيات القرن الماضي وبأكثر من 880 مليار دولار ذهب جزء كبير منها رشاوى للدول الإفريقية للقبول بجبهة انفصالية بينهم، والجزء الآخر في تعزيز الترسانة العسكرية في انتظار أن يدخلوا في حرب تقرير المصير لجمهورية وهمية خارج الشرعية الدّوليّة
لذلك نعتبر ان ماصدر عن خارجية وزير عطاف باسم العصابة لا يعدو ان يكون على شكل قفعات صابون أو أكثر تقدير لغوا عابرا ومسكنا تخديريّا لشيوخ المرادية العاجزين عن إدراك الواقع الجيوسياسي العالمي بأنّه قد تغيّر وبسرعة لم تمكنهم من استيعاب الواقع الذي تدار به مصالح الدول
تلك المصلحة التي جعلت اليوم تقول عبر وزيرة الثقافة ومن مدينة الداخلة بأن المغرب بوابة فرنسا نحو أفريقيا..
هي نفس المصلحة التي دفعت الشقيقة موريتانيا اليوم رسميا عن إنشاء 82 معبرا حدودي على عموم التراب الوطني الموريتاني، من أهمها:
1 – معبر بئر ام گرين بين مدينتي السمارة و گلتة زمور وآمگاله بالصحراء المغربية؛
2- معبر فديرك الرابط بين مدينة فديرك الموريتانية ومدينة أوسرد وبوجدور بالصحراء المغربية..
وفي نفس التوقيت أشرف اليوم عامل إقليم السمارة على وضع الحجر الأساس لأول محطة استراحة بالطريق الرابط بين إقليم السمارة وبير أم گرين بالجمهورية الاسلامية الموريتانية عبر جماعتي أمكالة وتيفاريتي وبنسبة 88٪ من تقدم الأشغال
كل هذه المصالح المشتركة مع المغرب من طرف الدول بجانب قنصليات دول أخرى باقاليمنا الجنوبية لها شرعية اممية وحصانتها القانونية والاخلاقية طبعا في عالم العقلاء..
أما العالم الآخر فنحن أمام أكبر ماريستان للأمراض العقلية تحت القصف اليومي / الوهمي ل 9000 صحفي بمعدل 46 صحفي من كل دولة في العالم يختصّون في التهكّم على العصابة احيانا والشفقة على بؤسهم أحايين كثيرة..
هو بيان حقيقة مرضى هذا العالم الآخر.. وتحت الصراخ بشعار استعماري
( وان تو ثري ڨيڨا لانجري)
هذا يكفي..
يوسف غريب كاتب صحفي

          

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى