التأطير البيداغوجي داخل الجامعات المغربية بين استقرار العدد وارتفاع الإحالة على التقاعد
- حسن كرياط *//
شهدت نسبة التأطير البيداغوجي في الجامعات المغربية تحسنًا ملحوظًا، حيث بلغ المعدل الوطني 67 طالبًا لكل أستاذ، وفقًا لإحصائيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وقد تفاوت هذا المعدل بين المؤسسات ذات الولوج المفتوح، التي وصل عدد الطلاب فيها لكل أستاذ إلى 105، وبين المؤسسات ذات الولوج المحدود، التي انخفضت فيها النسبة إلى 23 طالبًا لكل أستاذ، مما يعكس مستوى توازنٍ مقبولٍ في التأطير الجامعي.
ورغم تخصيص 1693 منصبًا ماليًا جديدًا لتلبية احتياجات التأطير البيداغوجي في ميزانية الوزارة لعام 2025، فإن صافي الزيادة الفعلية في عدد الأساتذة لن يتجاوز 890 أستاذًا، وذلك نتيجة الإحالات المتوقعة على التقاعد النسبي، والتي تقدر بحوالي 803 حالات مع نهاية العام الجامعي 2024/2025. وهذا يشير إلى احتمال مواجهة تحديات في نسبة التأطير مستقبلاً، خاصةً إذا استمر ارتفاع التقاعد دون حلول تعويضية ملائمة.
من جهة أخرى، تشير التوقعات إلى زيادة في عدد الأطر البيداغوجية بنسبة 5%، حيث ارتفع العدد من 16,610 إلى 17,500 إطار بين الموسمين الجامعيين 2023/2024 و2024/2025. ومع ذلك، فإن هذا التطور انعكس سلبًا على عدد الطلبة في المؤسسات ذات الولوج المفتوح، حيث ارتفع عدد الطلاب لكل إطار إداري من 288 إلى 303، ومن 60 إلى 61 في المؤسسات ذات الولوج المحدود، مما رفع المعدل الوطني من 181 إلى 184 طالبًا لكل إطار، بزيادة ثلاث نقاط مقارنة بالموسم الماضي.
تشير هذه المعطيات إلى ضرورة إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تحديات التأطير البيداغوجي في الجامعات المغربية، خاصةً مع تزايد الإحالات على التقاعد، وذلك لضمان استمرارية جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية فعالة للطلبة.
*حسن كرياط : باحث في الإعلام وعلوم الإجتهاد
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News