البوليساريو أمام مفترق طرق: فرصة تاريخية للتحرر أم استمرار في التيه الجزائري؟..
- بقلم : حسن كرياط//
لا شك أن جبهة البوليساريو باتت تدرك أن الأطروحة الجزائرية التي لطالما شكلت عمودها الفقري أصبحت على شفا الانهيار، بفعل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة. ومع تزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، تجد الجبهة نفسها اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة النظر في مواقفها وتحديد مصيرها بعيدًا عن الحسابات الجزائرية التي أضحت عبئًا أكثر منها دعمًا.
لكن السؤال الأهم هو: هل تمتلك البوليساريو الإرادة والقدرة على فك الارتباط الأسطوري الذي يربطها بالنظام الجزائري؟ وكيف يمكنها التحرر من قبضة الجزائر، التي تُصر على توجيه قرارات الجبهة بما يخدم أجنداتها الإقليمية، حتى وإن كان ذلك على حساب تطلعات ساكنة المخيمات؟
في ظل هذا المشهد، يبدو أن الجزائر نفسها تقف عاجزة عن مواجهة الواقع الجديد الذي يفرضه المشهد الدولي والإفريقي، حيث تسير الأمور بشكل متسارع نحو تعزيز السيادة المغربية على الصحراء. هذا التحول الكبير، الذي أكدته مواقف دولية من قارات مختلفة، يضع الجزائر أمام اختبار مصيري: هل تمتلك الشجاعة والواقعية للانتقال إلى مرحلة الحل والتخلي عن سياسات التشويش وخلط الأوراق؟ أم أنها ستظل حبيسة مواقفها التقليدية التي أثبتت فشلها؟
على البوليساريو اليوم أن تنظر إلى المستقبل بعين استراتيجية، وأن تتخذ القرار الصائب في اللحظة المناسبة. فالفرصة التاريخية لن تدوم طويلًا، وقد يكون استمرارها في التبعية العمياء للنظام الجزائري بمثابة إعلان نهاية مشروعها. القرار ليس سهلًا، لكنه حتمي إذا أرادت الجبهة البقاء على خريطة الفاعلين الدوليين والاقليميين.
إنها لحظة الحقيقة التي تتطلب رؤية جديدة وشجاعة تاريخية لإعادة ترتيب الأولويات وتجاوز الحسابات الضيقة، لأن العالم يتحرك بسرعة، والفرص لا تنتظر المترددين.
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News