![الإعلام الحقوقي: صوت الإنسانية نحو العدالة 1 الإعلام الحقوقي: صوت الإنسانية نحو العدالة - AgadirToday](http://i0.wp.com/agadirtoday.com/wp-content/uploads/2024/11/agadirtoday.com-2024-11-05_12-33-56_698696.jpg?resize=600%2C400&ssl=1)
الإعلام الحقوقي: صوت الإنسانية نحو العدالة
- بقلم: حسن كرياط / /
يُعد الإعلام السلطة الرابعة وأحد أهم أدوات القوة الناعمة، حيث يلعب دورًا محوريًا في نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز الوعي المجتمعي بقضاياها. يبرز الإعلام الحقوقي كأداة أساسية لتحقيق العدالة الإعلامية وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية العادلة، ما يستوجب تكاملاً منهجيًا بين الإعلام وحقوق الإنسان كطرفين متكاملين يخدم كل منهما الآخر.
الإعلام وحقوق الإنسان: علاقة تكاملية
لن تتحقق ثقافة حقوق الإنسان في أي مجتمع دون إعلام فعّال يعكس الواقع الحقوقي وينشره. فالإعلام يُعد الجسر الذي ينقل القيم الحقوقية إلى الجمهور، بينما تمثل القضايا الحقوقية مادة غنية لبناء الرسائل الإعلامية. ورغم أهمية هذا التلازم، يبرز تساؤل حيوي: هل يمتلك مجتمعنا إعلامًا حقوقيًا متخصصًا يؤدي هذا الدور بفعالية؟
الإعلام الحقوقي في الدول الديمقراطية
في الدول الديمقراطية، حيث تحظى حقوق الإنسان بالاحترام والتقدير، يظهر تكامل مثالي بين الإعلام وحقوق الإنسان. إذ نجد قنوات وبرامج إعلامية متخصصة ومنصات رقمية تسلط الضوء على قضايا حقوق الإنسان بشكل احترافي وموضوعي، بعيدًا عن أي تحيز سياسي أو أيديولوجي. ويتيح هذا النهج للإعلام أداء دوره كمدافع أمين عن القيم الحقوقية.
الإعلام الحقوقي في العالم العربي: تحديات وفرص
في العالم العربي، يواجه الإعلام الحقوقي تحديات متعددة، أبرزها غياب التخصص وضعف الوعي الحقوقي، ما يجعل دوره محدودًا وأحيانًا هامشيًا. إلى جانب ذلك، تتعرض بعض القضايا الحقوقية للتسييس أو التناول الضيق الذي لا يخدم المصلحة العامة.
ورغم هذه العقبات، توجد فرص واعدة للنهوض بالإعلام الحقوقي من خلال:
1. تأسيس منصات إعلامية متخصصة في حقوق الإنسان تتناول القضايا المحلية والدولية بموضوعية.
2. تدريب الإعلاميين على التغطية الحقوقية لضمان المهنية والحرفية.
3. تعزيز التعاون بين الإعلاميين والحقوقيين لبناء منظومة متكاملة للدفاع عن القضايا الإنسانية.
4. استثمار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع دائرة النقاش الحقوقي والوصول إلى جمهور أوسع.
مستقبل الإعلام الحقوقي
إن الإعلام الحقوقي ليس رفاهية بل ضرورة لتحقيق مجتمع ديمقراطي يحترم القيم الإنسانية. يجب أن يكون إعلامًا شجاعًا وموثوقًا، ينقل ثقافة حقوق الإنسان إلى الواقع دون تحيز، وبأسلوب يهدف إلى الدفاع عن المظلومين وإرساء العدالة.
خاتمة
بناء إعلام حقوقي حقيقي يتطلب إرادة سياسية ومجتمعية تعي أهمية هذا النوع من الإعلام في ترسيخ ثقافة الحقوق والواجبات. إن التعاون بين الإعلاميين، الحقوقيين، وصناع القرار هو السبيل لإطلاق إعلام حقوقي يرفع صوت الإنسانية ويدافع عن كرامة الأفراد، حريتهم، وحقهم في حياة كريمة.
حسن كرياط: باحث في الإعلام
![](/wp-content/uploads/2023/10/google-1.png)
تابعوا آخر الأخبار من أكادير اليوم على Google News